الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف ينعكس الشغور الرئاسي على التبادل الديبلوماسي بين لبنان والخارج؟

يكاد عدد السفراء الأجانب المعتمدين في لبنان والذين لم يستطيعوا تقديم أوراق اعتمادهم بسبب شغور سدة الرئاسة من رئيس للجمهورية منذ نحو العام حتى الآن، يكاد يصل إلى أكثر من ربع التمثيل الخارجي في لبنان. وهؤلاء يعملون في لبنان بصفة قائمين بالأعمال فقط. فهل لهذا الوضع انعكاس على العلاقات الثنائية الديبلوماسية والسياسية بين لبنان والمجتمع الدولي؟

تؤكد مصادر ديبلوماسية بارزة، أن التأثير في العلاقات اللبنانية-الدولية لا يتوقف عند هذه المسألة فحسب، إنما وضع لبنان كله يؤثر في العلاقة مع الخارج. إذ ليس لدى لبنان القدرة على مخاطبة المجتمع الدولي ضمن خطة معينة بسبب الشغور الرئاسي والنزاع حول ذلك، وبسبب المؤسسات المتهالكة، وتفاوت آراء الأفرقاء حول كل شيء. ولبنان يتسم حاليًا بعلاقات مع الدول تكاد تكون غير سوية، لأن لا مؤسسات تعمل، ولا خطة لديه، مع أن كل الدول تدرك جيدًا الوضع السياسي الصعب الذي يمر به البلد.

بحسب القوانين الديبلوماسية، أول شيء هو أنه يمنع على السفير المعتمد في دولة ما، اللقاء مع أي مسؤول في الدولة المعتمد لديها قبل تقديم أوراق اعتماده. في لبنان ما يحصل هو أنه يعود لكل مسؤول لبناني اتخاذ قرار حول ما إذا سيلتقي السفير المعتمد والذي لم يقدم أوراق اعتماده، وهو بصفة قائم بالأعمال، أم لا. ففي لبنان ليس هناك من مشكلة، يمكن لأي سفير أو قائم بالأعمال أن يلتقي من يريد. أما الدول فهي لا تسمح لأي سفير لبناني أو غير لبناني إذا لم يتم تقديم أوراق اعتماده أن يلتقي أي مسؤول في الدولة. وهي تلزمه أن لا يخرج من السفارة للاجتماع بأية شخصية خارجها.

عندما لا يستطيع السفير تقديم أوراق اعتماده يعني أن هناك مشكلة كبيرة في الدولة، لا سيما التي تبقى أشهرًا أو أكثر من دون رئيس. ويقول سفراء أجانب لـ “صوت بيروت إنترناشونال” إنهم لا يستطيعون العمل بشكل طبيعي، فهم يرتبون أمورهم ويدرسون التقارير، لكنهم لا يستطيعون أداء عملهم كما يجب، حيث لا رئيس وحكومة هي حكومة تصريف أعمال، ولا يمكنهم التخطيط لمشاريع مع لبنان، أو لزيارات ثنائية من دولهم إلى لبنان.

حتى أن لبنان يرسل سفراء إلى الخارج بصفة قائمين بالأعمال، حيث لا تشكيلات ديبلوماسية في شغور منصب الرئيس، ولا أوراق اعتماد لأن هذه الأوراق هي كناية عن رسالة من رئيس الجمهورية إلى رئيس الدولة الأخرى يقول فيها إنه كلف السفير المعين أن يمثله لدى البلد المعين فيه.

لبنان حاليًا وبسلطاته المعنية أعطت السفراء الأجانب عمليًا الضوء الأخضر لكي يتصرفوا كسفراء عاديين إلى حين تقديم أوراق اعتمادهم للرئيس. لذلك يقومون بلقاءات مع المسؤولين مثالًا على ذلك السفير الفرنسي الجديد، الذي يلتقي الجميع. في حين أن واشنطن تتريث إلى حين انتخاب رئيس في إجراءات تسلم سفيرتها الجديدة في بيروت، ومددت للسفيرة الحالية دوروثي شيا لبعض الوقت.