الأثنين 26 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان على مفترق طرق خطير بين خيار ولاية الفقيه الجهنمي ورؤية 2030

يصادف اليوم ذكرى “يوم التأسيس السعودي” وهو ليس فقط ذكرى، بل مناسبة ليفتخر فيه أبناء المملكة بما تحقق من إنجازات منذ نشأتها الى اليوم، لاسيما مع تسلم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشعلة عام 2015 الى يومنا هذا، حيث تحولت هذه الشعلة الى منارة تهتدي بها السفن التائهة في بحر الشرق الأوسط والخلجان العربية، من خلال جعلها نقطة ارتكاز وقاعدة أساسية تنطلق منها المبادرات والمشاريع العمرانية والاقتصادية التي لا تعتمد على النفط بل على القدرات البشرية وتنميتها.

زائر السعودية لا يلمس سوى الرؤية في كل كافة الامكنة، رؤية ولي العهد الفكرية تواكبها رؤية عمرانية تحاكي العصر في مشاريع عملاقة تصل بإبداعها إلى الإعجاز، فالمملكة في عهده انطلقت إلى العصرية الشاملة، حاملة معها الإرث الديني العريق، فالزائر في بدايات هذا القرن إلى الرياض و جدة وغورهما من المدن يعاين اليوم هذا ألفارق الذي فتح الحوار المستدام بين الثقافات، إضافة إلى استحواذ واضح وناجح للأنشطة الرياضية التي وجدت في السعودية المكان للانطلاق في المسابقات العالمية.

اما في السياسة فباتت رقماً صعباً على صعيد محيطها والعالم ، جعلها محط التقاء للقوى العظمى من الولايات المتحدة الى فرنسا والصين الشرهة للاستثمارات، بعدما استشعرت ان الاحلام الواعدة تتمثل بخطة ولي العهد الشاب الذي ترجم رؤيته وفكره على ارض الواقع ومازال.

في موازاة كل هذه التطلعات حافظ الامير الشاب، على مسار المملكة في احتضان الدول العربية التي كانت ملجأها لحل النزاعات والحروب والمساهمة في الاعمار واطلاق مبادرات السلام التي لا تخلو صفحات تاريخ المنطقة من بصماتها، ولا بد من التذكير ان لبنان في ضمير وجدان المملكة فكيف اذا كان في وصية الملك الراحل عبد العزيز آل سعود لأبنائه، اثر العدوان الاسرائيلي على لبنان حين قال “ان دعم لبنان واجب علينا جميعاً ومن يقصر في دعم لبنان فهو مقصر في حق نفسه وعروبته وانسانيته” .

بقيت المملكة الى جانب لبنان في أزماته وبصماتها واضحة من خلال مؤتمرات الدول المانحة من “باريس1” الى “باريس2” حيث كانت تتصدر قائمة الدول من حيث قيمة المساعدات ومساهمتها في وقف الحرب الاهلية وغيرها من المبادرات.

لبنان عبر العهود كان وفياً للمملكة التي لم تتخل عنه في اصعب المراح ، حتى بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن المشهد تغير بعد سيطرة محور 8 آذار على مفاصل الدولة وقراراتها السياسية لاسيما الخارجية منها، وبدأت السهام توجه الى المملكة من قبل هذه الفئة التي أوصلت لبنان الى جهنم، وعلى رأسهم امين عام “حزب الله” حسن نصر الله الذي لم يوفر مناسبة ليخرج فيها اتهاماته للسعودية، وانسحب الامر على بعض الوزراء ومن بينهم الوزير السابق جورج قرداحي الذي علق على الاحداث في اليمن، التي تنطلق منها الصواريخ الايرانية باتجاه المملكة ودول الخليج العربي، هذا غيض من فيض من عرفان الجميل لهؤلاء تجاه الدولة التي لم تقدم 100 الف صاروخ ومقاتلين توزعوا على البلدان العربية تحت شعار محاربة الارهاب والقضاء عليه فانقلب المشهد حيث باتت شعوب هذه الدول خارج اوطانها وتقسمت جغرافياتها.

في وقت بات لبنان جمهورية ذات سيادة مع “وقف التنفيذ” بانتظار مصير مشروع ولاية الفقيه، والثمن يدفع الشعب اللبناني فقراً وعوزاً ومؤسسات دستورية مرهونة لهذا المحور.

أخيراَ وليس آخراً، على اللبنانيين ان يحتكموا لضمائرهم ليتخذوا القرار الحاسم في لحظة مصيرية لاتخاذ قرارهم، إما الحاق لبنان بولاية الفقيه او الاتجاه نحو رؤية 2030 على نمط رؤية الأمير محمد بن سلمان كنموذج للدولة الرائدة والواعدة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال