الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان في عين العاصفة.. فأي مصير ينتظره؟

دخلت معركة “طوفان الأقصى” اسبوعها الثاني دون بروز اي افق واضح لموعد انتهائها ، في ظل استمرار اشتداد العمليات العسكرية المرجحة للاحتدام في غياب اي حلول منتظرة، قبل قرار إسرائيل بوقف هذه الحرب الهادفة بالدرجة الأولى الى  القضاء على حركة” حماس” وبالتالي تدمير غزة بمن فيها.

اما في الداخل اللبناني فهدأت الجبهات الداخلية، واستكانت المساعي الرئاسية، وبات المشهد  ضبابيا، مع بلوغ شظايا الحرب في غزة المناطق الجنوبية نتيجة المناوشات الصاروخية  اليومية على جانبي الحدود، وذلك بانتظار ما سيقرر “حزب الله” فعله من خلال املاءات ايران له، وتحديدا بعد زيارة وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان الى بيروت ضمن الجولة التي قام بها الى عدد من الدول المعنية بالحرب على غزة، واللافت هي المواقف الذي اطلقها الاخير من بيروت وتحديدا خلال مؤتمره الصحافي وهي كانت بمثابة تهديدات عالية النبرة ضد إسرائيل من خلال ورقة “حزب الله” وليس من خلال ايران، عندما اعلن ردا على سؤال ان  العالم برمته يعلم ان نصرالله هو رجل الميدان وله الدور الأعلى في حفظ أمن لبنان وحتى أمن المنطقة، وما يفكر فيه يشمل أمن لبنان والمنطقة ومستقبل الأمن المستدام في المنطقة، وهو يبادر إلى العمل ومن ثم يوضح ويشرح، حتى انه ذهب ليعلن ايضا بان الحزب يدرس كافة الأبعاد ويبادر إلى تقديم الدعم وما تقتضيه الأمور.

لذلك فان كلام المسؤول الإيراني يؤكد انفراد بلاده  باستخدام لبنان منصة لإطلاق التهديدات،  باعتباره الامر والناهي بالمسار اللبناني، وهو بذلك يضرب بعرض الحائط  مجددا أبسط مفاهيم السيادة، في الوقت الذي اكد فيه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وبشكل صريح وواضح انه لم يحصل على أيّ ضمانة من أحد بشأن تطورات الأمور، واعترافه إنّ قرار الحرب ليس بيده  شخصيّاً وليس بيد الحكومة اللبنانية، مع اعترافه ايضا ان لا مصلحة لأحد في القيام بمغامرة فتح جبهة صراع في جنوب لبنان.

مصادر سياسية اعتبرت عبر “صوت بيروت انترناشيونال”  كلام ميقاتي بانه خطير جدا،  خصوصا انه رئيس الحكومة المسؤول عن سياسة لبنان الخارجية والداخلية في ظل الفراغ الرئاسي الحالي، وفي ظل التهديدات المتكررة التي يطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه لبنان من خلال اعتباره بانه اذا قرر “حزب الله” مهاجمة اسرائيل سيكون الرد عنيفا.

ولكن بانتظار مروحة الاتصالات الجارية دوليا وداخليا لاحتواء الوضع وذلك من خلال زيارة وزير خارجية تركيا الى بيروت، ونتائج جولة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى كل من لبنان وإسرائيل ومصر والاردن سعياً لعدم تدهور الوضع الأمني في المنطقة، يبقى القلق سيد الموقف لما ستؤول اليه المستجدات.

من هنا اعتبرت المصادر السياسية ان قواعد الاشتباك في الجنوب لا زالت مضبوطة حتى الساعة، مشيرة الى ان لا مصلحة للعدو لفتح جبهة حرب جديدة موازية لحربه في غزة، وكذلك الامر بالنسبة ل” حزب الله ” الذي بات مرفوضا من قبل معظم اللبنانية بما فيهم بيئته التي لم تعد حاضنة له ، نتيجة أسباب عدة واهمها الازمات الاقتصادية الاجتماعية والمالية الذي يعاني منها غالبية الشعب اللبناني، لذلك  لا مصلحة للداخل اللبناني حسب المصادر  الدخول في حرب مجهولة الافاق، معتبرة  ان الظروف التي كانت قائمة في حرب تموز 2006 لم تعد موجودة في الوقت الحالي.

ولكن عادت هذه المصادر لتشير الى ان تطور الأوضاع في النهاية مرتبطة بالمستجدات الإقليمية والدولية،  وليس محصورة لا بإسرائيل  ولا “بحزب الله” ، ولكنها تتوقع  ان لا تتطور الأوضاع نحو  الاسوء، الا اذا كانت هناك خريطة جديدة تُرسم لمنطقة الشرق الأوسط لسنا على علم بها فهذا موضوع اخر، علما ان أي معركة بين “حزب الله” وإسرائيل ستكون مدمرة بشكل لن يتوقعه احد.

وحول انعكاسات الأوضاع الأمنية على الوضع السياسي والاستحقاق الرئاسي، اعتبرت المصادر ان الانتخابات الرئاسية وضعت راهنا في الثلاجة، مشيرة الى ان الظروف الراهنة تعتبر افضل مرحلة لانتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق ما ينص عليه الدستور ، مشيرة الى ان الوضع لم يعد يُحتمل وختمت بالقول :”لن يستقيم وضع مؤسسات الدولة الا في حال انتخبنا رئيس للجمهورية”.