الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لماذا بات التخوف من الحرب جدياً مقارنة بالأسابيع الماضية؟

هناك سباق حقيقي بين الجهود الديبلوماسية والعمل العسكري والحربي في ما خص التعامل مع الوضع على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، وفقاً لما تؤكده مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى ل”صوت بيروت انترناشيونال”، حيث أنه ما من شك أن الوضع الذي كان سائداً منذ 2006 وحتى السادس من تشرين الأول، لن يستمر.

وتفيد المصادر، ان لا شيئاً مطروحاً بعد بطريقة مباشرة بالنسبة الى القرار 1701، واذا لم تتحرك الجبهة الجنوبية تصعيدياً لن يحصل شيء. وبالتالي، هناك الآن تخوف حقيقي من عمل أمني كبير أو حرب إسرائيلية على لبنان، حيث لم يكن هذا التخوف الى هذا الحد منذ انطلاقة حرب غزة. حالياً التخوف يبدو فعلياً، لأنه لا يمكن تعديل القرار 1701 من دون خطة أمنية. حتى أن مجلس الأمن الدولي لن ينعقد من أجل تعديل القرار لمجرد حديث اسرائيل عن التهجير الكثيف على شمالها ولانعقاد المجلس يجب أن يكون هناك سبب أو حجة. حتى ان المناوشات في الجنوب ليست كافية لفتح جلسة للمجلس حول لبنان لا لتعديل القرار، ولا لاستصدار قرار جديد، ولا لتغيير قواعد الاشتباك.

وتشير المصادر، الى ان الانظار متجهة نحو تحرك اسرائيل في هذا الشأن، وردة فعل “حزب الله”. فهل يذهب نحو تبريد الأمور عبر القنوات الوسيطة بينه وبين اسرائيل، وهي متنوعة؟ أم أن التصعيد سيكون في مقابل أي تحرك تصعيدي اسرائيلي؟ هناك احتمالان: اما إيجاد حلول على البارد وبطريقة ديبلوماسية. وإما حصول تأزيم على الأرض أو حرب.

الضغوط الشعبية على حكومة اسرائيل تبدو وراء الموقف الاسرائيلي بالنسبة الى ضرورة وجود منطقة آمنة على الحدود مع لبنان يكون “حزب الله” فيها شمال الليطاني. في المنطق الاسرائيلي، بحسب المصادر، لم يعد مقبولاً أي تهديد من الجنوب اللبناني، وهذا مشابه للموقف من التهديد المتأتي من غلاف غزة. الملفان متشابهان بالنسبة الى إسرائيل، ولن تقبل بعد ٧ تشرين الأول ما كان حاصلاً قبل هذا التاريخ. هناك ضغوط أميركية وفرنسية للتهدئة وحل الأمور عبر الديبلوماسية. الا أن ذلك لا يعني أن “حزب الله” سيرضخ ويسحب قواته عن الحدود. والمعالجة بالتهدئة تعني، بحسب المصادر، تقديم سلسلة حوافز ل”حزب الله” ولإيران بالمباشر، وليس بالضرورة في لبنان، بل قد تكون في المنطقة أو متصلة بالوضع الداخلي الإيراني لا سيما ذات الصلة بالحصار الدولي عليها، أو بأموالها المجمدة. أي أن الضغط الدولي ليس بالضرورة أن يوصل الى نتيجة، الا اذا حصل في موازاته عمل على صفقة توصل الى نتيجة. مع الإشارة الى أن إسرائيل تضغط لتحقيق هدفها سياسياً وديبلوماسياً، وعسكرياً.

وتقول المصادر، ان هناك جدية شعبية في إسرائيل في هذا الاتجاه، واليوم الشعب ليس راضياً عن تعايش حكومته مع وجود الحزب منذ العام ٢٠٠٦ حتى ٢٠٢٣ على حدوده، حيث يضغط عليها بسبب التخوف الكبير من اتباعه الأسلوب نفسه الذي تتبعه “حماس” مع إسرائيل في غلاف غزة. اذ يعتبر الرأي العام الاسرائيلي، وفقاً للمصادر أن لا ضمانات أن لا يقوم الحزب بما تقوم به “حماس”. الأمر الذي أدى الى رفض شعبي للعودة الى “التوليفة” نفسها أو قواعد الاشتباك المعمول بها، والتي لم تعد كافية لتوفير الأمان. لذلك يضغط على حكومته لتغيير الوضع في الجنوب. وهذا كله سيؤدي الى وجود مشروع كبير للمنطقة بعد حرب غزة وصياغة جديدة لواقعها. لكن من غير الواضح بعد ترتيبات المشروع، وتوقيته، والمدة التي سيستغرقها لبلورته عملياً، وما اذا سيتم مع الحكومة الحالية في اسرائيل، أو مع حكومة جديدة تسبقها انتخابات نيابية مبكرة.

الآن عاد التصعيد في غزة وفي الجنوب، حيث لم يحقق الاسرائيلي أياً من أهدافه. لن يكون هناك تمديد للهدن مجدداً. لكن ما سيحصل هو هدنة ثم جولة عنف جديدة مثلما بدأ حالياً الوضع. وبالتالي، احتمالات الحماوة باتت أعلى في الجنوب لا سيما اذا أُجبر الحزب على الدخول في مواجهة. حتى الآن لا يزال “حزب الله” يستوعب الوضع ويرد على الفعل. لكن اذا قامت اسرائيل بعمل عسكري كبير، قد ينجر الى مواجهة، الأمر الذي سيوصل الى تغيير قواعد الاشتباك وهنا تكمن خطورة الوضع الراهن.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال