السبت 24 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لودريان ومحاولة إنعاش المبادرة الفرنسية الرئاسية

مازالت إدارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تحاول تسويق مبادرتها التي تتلاقى مع محور الثنائي الشيعي “حركة امل” و”حزب الله”، من خلال تكليف وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان بمتابعة الملف الرئاسي اللبناني كممثل خاص للرئيس الفرنسي، ومن هذا المنطلق أدار الأخير محركاته الدبلوماسية المحملة بخبرة طويلة في الشأن اللبناني أثناء توليه حقيبة وزارة خارجية بلاده، وهذا ما يعطيه هامشا وقدرة على الحوار والتفاوض في ملف يفقهه جيداً، وهو ما برز بشكل واضح في اللقاءات التي طالت مع القيادات الشخصيات، لاسيما رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والتي دامت ما يقارب الساعة.

ومن خلال المواقف التي عبر عنها الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان، يبدو ان ما رشح عن لقاءاته مع الشخصيات المعارضة للطروحات الفرنسية، أن الأمور غير قابلة للتغيير لناحية تمسكها بمواقفها ، وهذا ما دفعه الى التصريح والتأكيد على ان “زيارته استطلاعية… لا مبادرات رئاسية”.

حذر لودريان من حصد الفشل من الزيارة، دفعه الى التقليل من اندفاعته ومحاولة تدوير الزوايا قبل الخوض بتفاصيل الأسماء المرشحة للرئاسة بعد إصرار إدارة ماكرون على دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية ، الذي مني بانتكاسة جوهرية من فريق كان يعتبر فرنسا الراعي والحامي للبنانيين السياديين عموماَ والمسيحيين خصوصا، الامر الذي أخرجها من دائرة الطرف الفاعل لدى هذه الفئة.

يرى مصدر متابع لمجريات لقاءات لودريان ، انها ستبقى ضمن دائرة تحركات دون نتائج ولن يكون لها أي تأثير واضح على مواقف الأطراف، لاسيما لناحية موقف رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الذي كان واضحاَ في موقفه الحاسم في ما يتعلق برفض الحزب التصويت لسليمان فرنجية ، وهذا ما يؤشر الى ان تعيين لودريان كموفد لماكرون الذي يثق بقدراته لم تحقق نتائجها، لاسيما وان جعجع اعلن رفضه لاي تدخل فرنسي او إيراني، وهو بذلك اعلن بصراحة ان فرنسا لا تزال على موقفها ، والتغييرات التي أجرتها على صعيد الموفدين، لا بد ان تترافق مع تبديل في المنحى التي ارتضته لنفسها عندما دعمت مرشح محور الثنائي ومن خلفه طهران وسوريا .

ويختم المصدر سيعود الموفد الفرنسي لودريان الى باريس محملاً بلاءات تجاه المبادرة الفرنسية التي اعلن حصرها بالتشاور والاستماع للمساعدة على الخروج من الازمة السياسية ، لكن الحقائق تشير الى العكس ، لناحية محاولة فرنسا إعادة تسويق اسم فرنجية في ظل غياب أي مرشح ثالث يحظى بتوافق جميع الافرقاء.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال