الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ماذا وراء التحرك الايراني تجاه سوريا ولبنان ...؟

لم تكد التسريبات الاعلامية عن عودة السفير السعودي الى لبنان وليد البخاري تحتل صدارة الاخبار لما له من اهمية قد تنعش لبنان والتي قد تستتبعها عودة سفراء دول الخليج العربي، حتى بدأ الحديث عن سيناريوهات متعددة. منها من ربطها في نتائج مفاوضات فيينا التي تتعرض لمطبات عديدة في ظل ضغط ايراني للاسراع في انجاز هذا الاتفاق رغم الشروط التي وضعتها روسيا في محاولة لمواجهة الضغوط التي تتعرض لها بعدما تمت محاصرتها اقتصاديا من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي، يضاف اليها عدم قدرة الجيش الروسي على تحقيق انجازات في اوكرانيا رغم سياسة الكم الهائل من الغارات والصواريخ، سيما ان عامل الوقت لم يعد لصالحه بعد مضي حوالي شهر على بدء الهجوم والعقوبات التي شلت الاقتصاد الروسي وبات يضغط على دائرة الرئيس الروسي من رجال الاعمال وحتى من المسؤولين في الدولة.

هذا الوضع الذي تعيشه روسيا، تتخطى انعكاساته الدائرة التي تحيطها جغرافيا لتصل الى مناطق نفوذها وسيطرتها في سوريا تحديدا، قلعتها الحصينة، التي عززتها من خلال قواعد عسكرية ضخمة ولن تسمح بخسارتها وان تشاركتها مع طهران وميليشياتها. الا انها ضابط الايقاع لاي تحرك يمكن ان تقوم به اذرع ايران لا يتناسب مع مصالحها كما هو حال نظام بشار الاسد الذي مازال قائما كونه ورقة للمساومة والبيع بانتظار من يدفع الثمن الاعلى.

على وقع تطورات الاحداث الاوكرانية الضبابية ومحاولة الاسد التحرك مستغلا انشغال بوتين في ازمته الداخلية ليتوجه الى الخليج العربي من خلال الزيارة التي قام بها للامارات العربية المتحدة، والتي حملت الكثير من الجدل والتسريبات حول لقاء جمعه بمسؤول اسرائيلي كبير، باتت ايران تعيش حالة الانتظار القاتل وهذا الامر دفع طهران للتحرك. فكانت زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى سوريا للوقوف على تحركات الاسد والضغط باتجاه عدم تفلته من القبضة الايرانية لاسيما وان الوقت بات متاحاَ بغياب العراب الروسي.

انتقل بعدها مباشرة الى لبنان الساحة الاقوى والاصلب لطهران والتي تمتلك حرية القرار فيها وان حملت عنوان مساعدة لبنان في مجال الطاقة الا ان اللقاءات التي جمعته مع حركة الجهاد الاسلامي” وحماس” وبالطبع امين عام “حزب الله” حسن نصر الله وعدم الادلاء باي تصريح بعد لقائه رئيس مجلس النواب، الذي امتد على مدى ساعة يشير الى ان الجمهورية الاسلامية تحاول لملمة اوضاع حلفائها واذرعها تخوفا من اية تطورات سلبية في الملف النووي الايراني.

ويمكن من خلال ما اوردناها، وضع زيارة اللهيان في اطار تنسيق المواقف لمواجهة التطورات في الملفات الانفة الذكر وبالطبع الملف اللبناني الذي بدأ يضغط على “حزب الله” ان من باب الانتخابات النيابية وفقدان الاكثرية الضامنة لاكمال قبضته على السلطة، سيما وان عودة السفراء العرب ان حصلت وعلى الرغم من “التهليل” الذي ابدته المنظومة الحاكمة الذي ترافق مع صمت “لحزب الله” فقد لا تحمل “المن والسلوى” للطبقة التي اكتفت بالبيانات وعبارات الشجب والتقدير لجهود المملكة ودول الخليج. لان العبرة ستكون في ترجمة البيانات على ارض الواقع من خلال اتخاذ قرارات ومواقف حازمة تجاه اي تعرض لدول الخليج العربي والتدخل بشؤونها .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال