الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما الرسائل المقلقة التي يحملها لودريان إلى بيروت؟

استغلت “إسرائيل” الأعمال العسكرية التي انطلقت من جنوب لبنان غداة حربها على غزة، والتي أدت إلى انتقال سكان شمالها من مناطقهم صوب الداخل، لتفتعل مع لبنان مشكلة قد تؤدي، إذا استمرت وتحولت إلى ضغوط دولية مكشوفة على لبنان، إلى “الحرتقة” على القرار ١٧٠١ أو به. الأمر الذي حدا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إيفاد ممثله للحل في لبنان جان إيڤ لودريان إلى بيروت في هذا التوقيت.

والسبب أن لودريان، بحسب ما تكشف مصادر ديبلوماسية غربية لـ “صوت بيروت إنترناشونال”، يحمل إلى المسؤولين اللبنانيين رسائل إسرائيلية بأن تل أبيب لا تستطيع أن تستمر في قبول ما يحصل في شمالها من تهجير لنحو ١٠٠ ألف من مواطنيها ونزوحهم، وحيث التخوف من وجود “حزب الله” في المنطقة المسماة جنوب الليطاني حتى الحدود مع “إسرائيل” وحيث القلق الدائم من عمليات لـ “حزب الله” على الحدود الشمالية لها، والخطر الذي يتهدد أبناءها.

هناك تهديد إسرائيلي للبنان، انطلاقاً من هذه النقطة، بما يوحي بالرغبة بإعادة النظر بالـ ١٧٠١، أو بوجود المقاومة في تلك المنطقة. والرسائل الإسرائيلية التي سيبلغها لودريان إلى بيروت تتضمن استعدادًا إسرائيليًا للجوء إلى القوة إذا فشل حل الموضوع بالطرق الديبلوماسية. ذلك أن الحل العسكري موجود على الطاولة لدى تل أبيب، ويجب إبلاغ بيروت بهذا الموقف. من هنا جاءت زيارة لودريان سريعًا لدرء أية مخاطر وسعيًا للتخفيف من احتمالات أية تطورات سلبية.

وتكشف المصادر أيضًا، أنه في السنتين الأخيرتين كان التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” يحصل وسط ضغوط دولية شديدة هدفها الحد من تحركات “حزب الله”. والآن السؤال كيف سيتجاوز لبنان هذه التحديات، ومن المؤكد أن اتصالات بين أركان السلطة تدور حول صياغة الموقف اللبناني الذي سيتبلغه لودريان، وأبرزها أن لدى لبنان أراض محتلة يجب على “إسرائيل” الانسحاب منها أولاً، وأن جنوب الليطاني يعيش فيه أهالي تلك المنطقة حيث لا يمكن إزاحتهم من بيوتهم. وقبل انسحاب “إسرائيل” لا يمكن البحث في أماكن وجود المقاومة، ويجب على فرنسا والدول الكبرى الضغط أيضًا على اسرائيل لوقف خروقاتها للقرار ١٧٠١ والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها.

واستشعر الرئيس ماكرون خطورة الوضع بعد الرسائل الإسرائيلية، ليدخل إلى ملف الرئاسة من هذا الباب، حيث سيبلغ لودريان المسؤولين بأمرين اثنين، الأول: أنه في ظل رسائل من هذا النوع لا يمكن للبنان أن يستمر من دون رئيس للجمهورية وحكومة قادرة على اتخاذ قرارات، وهذا الاستحقاق يجب أن يكون عاجلاً وليس مؤجلاً لإنهاء الفراغ ومواجهة التحديات. والثاني، أن المنطقة تعيش على فوهة بركان، تمهيدًا لمفاوضات ستشمل دولًا عدة فيها، لا يمكن أن يُعقل أنه في مثل هذا المناخ، لبنان يبقى من دون رئيس للجمهورية. فرنسا ليس لديها أي اسم تفضله، إذ أن اختيار الرئيس هو مسؤولية لبنانية، لكن عليها التنبيه من استمرار الفراغ، في وقت يحتاج لبنان لمرجعية للتحدث مع الخارج، ولمعالجة القضايا الملحّة في الداخل.

“إسرائيل” تريد أن يكون “حزب الله” شمال الليطاني وليس جنوبه. والسؤال إلى أي مدى ستصل إليه “الحرتقة” الإسرائيلية بالقرار ١٧٠١ ؟ وهل تريد “إسرائيل” منطقة عازلة على حدودها؟ وما احتمالات تخطي ذلك عبر علاقات لبنان الدولية؟