الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما بقي من المبادرة الفرنسية؟

مستمرّة هي محاولات رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري للايحاء بأن الموضوع الحكومي لم يبلغ درجة اليأس بعد. مستمرة هي المحاولات لاحياء التواصل في ملف التشكيل مع استمرار العقد على ما هي عليه، بالرغم من كونها عقد “محلولة” إن توفّرت النية بالتشكيل، لا سيما وأن الاتفاق تمّ على الشكل العام.

اتفاق جاء بعيدا عن روحية المبادرة الفرنسية التي أتت بطرح حكومة اختصاصيين مصغّرة، اتفاق لم يحتفظ من المبادرة الفرنسية، الّا بورقة عمل الحكومة، حتّى اللحظة، وهو أمر معرّض للتغيّر بفعل عوامل أبرزها الطبقة السياسية المشكّلة للحكومة العتيدة والممثلة فيها بشكل أو بآخر.

فما الذي بقي فعلا من زخم المبادرة الفرنسية؟ وهل فعلا لا تزال باريس متحمّسة للشأن اللبناني؟

تقول مصادر مطلعة لـ”صوت بيروت انترناشونال”، أن السلطة السياسية في لبنان خسرت فرصة المساعدة الفرنسية للبنان. فبعد خيبة الأمل الفرنسية، وتمادي القوى السياسية اللبنانية في العرقلة والمعاندة، خسر لبنان فرصة اقتناص اللحظة الدولية والاقليمية التي كانت مؤاتية، فيما الحاجة اللبنانية تزداد الى يد العون.

وتشير المصادر الى أنه ومع اقتراب انتهاء فترة الـ6 أسابيع التي منحها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان، فإن ماكرون قد لا يقدم على اي خطوة اضافية تجاه البلد، لأن الشؤون الداخلية الفرنسية باتت ضاغطة بشكل كبير، ولأنّ ماكرون لا يحتمل أي فشل اضافي.

وتلفت المصادر الى أن الأولويات الفرنسية اختلفت اليوم مع التطورات الفرنسية الداخلية والعمليات الأمنية في الداخل الفرنسي، بالاضافة الى تدهور الوضع الاقتصادي في فرنسا نتيجة لأزمة كورونا التي تنحو أكثر فأكثر نحو تأزّم أكبر.
وتسأل مصادر سياسية في هذا الاطار عن مصير مؤتمر الدعم الذي تزمع باريس عقده، متسائلة عن امكان تأثّره بالتوتّر المستجد بين الدول الاسلامية وفرنسا على خلفية التطورات الأخيرة.

وبغضّ النظر عن ما ننتظره من فرنسا في الأيام المقبلة لبنانيا، فإن الأكيد أن الطبقة السياسية التي أعطتها المبادرة الفرنسية جرعة أوكسيجين جديدة، لم تقم بحدّ أدنى من الواجب تجاه تأمين بيئة عمل هذه المبادرة، وقتلتها في مهدها… فحتّى وإن تشكلت حكومة، ماذا بقي من المبادرة الفرنسية؟