الجمعة 18 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عبثاً يبحث الراعي..

“أيّ ضمير هو الذي يسمح بربط لبنان بصراعات لا علاقة له بها؟”.. سألها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعيفي عظة عيد الميلاد اليوم، محمّلا السؤال معان تظهّر عقودا من الاداء السياسي في لبنان، وأداء فريق سياسي فيه على وجه الخصوص. سؤال يأخذ من الضمير نواة. نواة لم تتوفّر لدى المسؤولين اللبنانيين، الذين لا بدّ انهم شاهدوا بالامس أطفال ضحايا انفجار المرفأ يبحثون عن أبائهم أو امهاتهم في زمن العيد…

ضمير، تحكّمت به الاهواء الشخصية في الأيام الماضية، حتّي تصرّف مسؤولون عن تأليف حكومة تدير الانهيار الحاصل، بانحلال اخلاقي وشخصنة للسياسة في بلد يحتاج الى سلطة وقرار أكثر من أي وقت مضى.

“العيدية”، كما يسمونها، وهي لم تكن يوما كذلك، سقطت قبل أيام. خرج رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من قصر بعبدا، ليحيلها الى ما بعد رأس السنة، علما أن الاتصالات متوقفة بشكل كامل بحسب ما تشير مصادر مطلعة لـ”صوت بيروت انترناشونال”.

المصادر تؤكد وجود عتب بطريركي على طرفي النزاع، ولكن على الحريري بشكل خاص.

وتشدد المصادر على ان لا حراك حكوميا ولا اتصالات، وكل المبادرات توقفت الى ما بعد تولي الرئيس الامركي جو بايدن بعد منتصف الشهر المقبل ولايته وتسلمه الادارة الاميركية، وهناك سينطلق شد الحبال مجددا ما بين المحاور وسيدخل التشكيل مرحلة اصعب مما هي اليوم.

وتقول المصادر أنّه، إن كانت العقدة بقسم كبير منها داخلية اليوم، فالمشكلة ستصبح على صعيد محاور ودول، والحريري سيكسر الرقم القياسي في تولي اطول فترة تكليف إن صمدت حتى ذلك الحين، كاشفة انه في مطلق الاحوال النتيجة واحدة، لا حكومة، ولا عيدية، ولا دولار منخفض، ولا اعمار لبيروت.

الضمير الذي كان من المحتّم وجوده بعد كلّ هذه الازمات والكوارث، ولكن اصحابه اصرّوا على تغييبه، يسأل عن البطريرك الراعي عبثا. فلو أراد البعض التعلّم من نتاج السنوات الماضية لتعلّم فصل لبنان عن الصراعات، لتعلّم العودة الى البلد، لتعلّم أن “لبنان أوّلا”..