الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

متى يتحرر قرار الجمهورية من هيمنة صاحب قرار الحرب والسلم؟!

كان لافتاً الحديث عن الاتصالات والاجتماعات ،التي تحصل ومعظمها في مقر امين عام “حزب الله” حسن نصر الله ،حيث يلتقي المرشحين لرئاسة الجمهورية ورؤساء الاحزاب التي تدور في فلك الحزب، او ما يسمى “محور الممانعة” ، للحصول على المباركة للترشح وبتعبير آخر تقديم اوراق اعتماد، تتضمن بنودها ثوابت اساسية “عدم طعن المقاومة” عدم الاعتراض على قرارتها لناحية الحرب والسلم التي قد تتخطى الحدود اللبنانية للدفاع عن حلفاء الحزب في عدة دول عربية بغض النظر عن الاسباب والدوافع لمشاركتهم وغيرها من الامور كي يحظوا بالمباركة وفق مصادر مطلعة “لصوت بيروت انترناشونال”.

إلا ان هذه المصادر ترى ان المشهد الحالي لهذه الزيارات لم يعد وازناَ تحت قبة البرلمان لعدة اسباب تتعلق بصورة “حزب الله” في الداخل اللبناني، لان خريطة توسعه السياسي ضمرت بعد انهزام محور النواب السنة الذين كانوا يشكلون دعامة للحزب في مواجهة التمثيل السني الواسع المتمثل بخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانكماش كتلة الوزير السابق جبران باسيل الذي قدم نفسه “حامي حقوق المسيحيين” يوم كان يملك اكبر كتلة مسيحية ربح بعض مقاعدها من خلال تحالفه مع عائلات عريقة لاسيما في كسروان التي سرعان ما انسحبت من هذا التكتل الذي جمع فيه يتامى محور الممانعة، لاستثمارها في الحكومات لناحية الثلث المعطل ووضع الفيتوات على بعض البنود لتحصيل مكاسب في مقلب آخر، من خلال تسييل بنود تحالف مار مخايل وتسخيره لصالح “التيار الوطني الحر” المختزل بشخصه.

اليوم تضيف المصادر ان الزيارات الباسيلية الى حارة حريك التي سبقت خروج ميشال عون من بعبدا والتي قد تحصل لاحقاَ لن يخرج منها الدخان الابيض كون “حزب الله” مازال عاجزاَ عن فرض مرشحه لاسباب تتعلق بالتوازنات داخل مجلس النواب ولاسباب اخرى تتعلق بالمرشحين الافتراضيين والوحيديين في الملعب “الاصفر”، الوزير السابق سليمان فرنجية و باسيل الذي يمارس “التقية” في موضوع الافصاح عن خططه المستقبلية، بعدما خرج عمه الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا وهذا ما ظهر جلياً خلال مواكبته وصول عون الى الرابية واجاباته المبهمة للصحافيين حول ترشحه للرئاسة الاولى.

اطلالات باسيل وفق المصادر اظهرت انه فقد صبره، نتيجة الاثمان الباهظة التي دفعها، ولم تأت نتائجها وفق ما تشتهيه رياح سفنه، وبدا الامر واضحاً لمن تابع الحوار الذي اجري معه على احدى المحطات التلفزيونية ،حيث تميزت اطلالته بإجابات ذات طابع هجومي دفاعي، لم يسلم منها المحاور رغم ان الامور التي تحدث عنها لا يمكن تغليفها لان المسار السياسي الذي انتهجه منذ عودة عمه الجنرال عون وخلال مشاركته في الحكومة، كان عنوانها الاستعصاء السياسي التي مكنته من التحكم مفاصل الدولة وهبت له كرمى غطائه ل”حزب الله” مسيحياَ، واستنزفت شعبية التيار مقابل صفر نتائج وهو ما تجلى يوم الاحد الفائت عندما حاول العونيون تحويل خروج عون من بعبدا الى انتصار.

اليوم بات امام اللبنانيين فرصة تتمثل بالنواب المنتخبين خارج اطار محور الممانعة الذين ، ان اتحدوا يستطيعون ايصال رئيس سيادي لا يتشارك قراراته مع اي محور، على ان يكون الحكم وصاحب قرار الحرب والسلم من خلال المسار الدستوري للمؤسسات ، ولا منة لاحد عليه بممارسة سلطته التي اعطاه اياها الدستور .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال