الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مسار ومصير لبنان معلق لدى إيران...

“لا صوت يعلو فوق صوت الحرب” هكذا وباختصار هو حال لبنان وشعبه، بعد أن تراجعت كافة الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى الخطوط الخلفية لتحل محلها مسار “معركة الأقصى” وتداعياتها على لبنان، في ظل استمرار القلق والخوف من أن تصيبه شظايا المعركة والتي بدأت أثارها تتوضح يوما بعد يوم على جبهة الجنوب، ولكن رغم ذلك فإنه من المؤكد أن لا أحد من الأطراف السياسية اللبنانية بما فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يملكون الإجابة عن مصير لبنان ومساره من هذه الحرب.

وفي هذا الإطار، تعتبر مصادر سياسية عبر “صوت بيروت انترناشيونال” أن عدم وجود جواب لدى المسؤولين اللبنانيين هو بسبب عدم امتلاك لبنان القرار بدخول الحرب أو عدمه، ودوره يقتصر حاليا على انتظار ما يمكن أن تقرره ايران وإسرائيل بالنسبة الينا، وتقول المصادر: ” في النهاية نحن من سيدفع الثمن وتحديدا الشعب اللبناني ومهما كان الثمن باهظا”، مشيرة بأن لا إمكانية لدى الدولة اللبنانية لتغييّر الواقع ، خصوصا أن لدى ايران الحق الحصري بإعطاء الامر لكافة أذرعتها في المنطقة للتدخل في الحرب ومن بينهم “حزب الله”، لذلك فإن مصيرنا لا يزال مجهولا حول ما يمكن أن تحمله لنا الايام المقبلة.

وإذ رأت المصادر أن ايران أظهرت بشكل واضح أن لديها أدوات فاعلة في المنطقة، أشارت إلى أن لا مصلحة ل”حزب الله” بالتضحية بنفسه والانخراط بالحرب التي لا تزال معالمها غير واضحة ، ولكنه بانتظار ما ستمليه عليه مرجعيته ايران لكي يقرر كيفية المواجهة حتى لو أدى انخراطه في الحرب إلى تدمير لبنان بالكامل كما حصل في حرب تموز 2006، ولكن هذه المرة فانه لن يجد من سيقف إلى جانبه ويدعمه ماديا كما كان الوضع خلال حرب 2006، علما أن “حزب الله” يعلم الاضرار الكبيرة التي ستصيب لبنان وشعبه وفي الأخص بيئته من جراء الحرب في حال وقعت حيث ستكون فاتورتها باهظة، ورغم ذلك فهو لا يمكنه مخالفة قرار ايران.

ولكن في الوقت عينه، تلفت المصادر إلى قرار “الجماعة الإسلامية” انخراطها في مواجهة إسرائيل إلى جانب حركة “حماس” و “حزب الله” الذي يقدم “لقوات الفجر” وهي الجناح العسكري للجماعة كل المساعدات والدعم لها، بعد أن باتت قريبة من خياراته، مع تولي الإدارة الجديدة المسؤولية في الجماعة، إضافة إلى انفتاحها على النظام السوري، حيث قامت وفود منها بزيارات سرية الى سورية واجتمعت بعدد من المسؤولين في المخابرات هناك، واعتبرت المصادر ان تقرب الجماعة من سوريا جاء بعد الثورة السورية وبالتالي تقرب حركة “حماس” من المسؤولين الإيرانيين.

وردا على سؤال اعتبرت المصادر أن “حزب الله” من خلال التنسيق مع “حماس” و”قوات الفجر” يحاول إيصال رسالة إلى الإسرائيليين أن بإمكانه اذا لم تلتزم الأخيرة بقواعد الاشتباك، إدخال الطائفة السنية والفلسطينيين معا على خط المواجهة في جنوب لبنان.

وشددت المصادر على أن “حزب الله” هو المستفيد الأكبر من دخول “حماس” و”الجماعة الإسلامية” إلى المواجهة في الجنوب، خصوصا أنه يحاول من خلالهما الحصول على غطاء سني لعملياته.

وتبدي المصادر اعتقادها أن دخول “قوات الفجر” على خط المواجهة هو للتغطية على حركة “حماس” المرفوض تدخلها من قبل بعض الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية، خصوصا من خلال محاولتها باستعمال لبنان منصة لعملياتها.

وختمت المصادر بالتأكيد انه اذا غرق البلد هذه المرة في حرب لا نعرف كيف ومتى ستنتهي سيغرق لبنان بأكمله وبمن فيه.