الأربعاء 28 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مشاريع طهران التوسعية والاثمان الباهظة

عندما لجأ آية الله الخميني مؤسس جمهورية الملالي الى الحاضنة الباريسية حيث مكث فيها على مدى ١٥ عاما منكبا على تحهبز مشروعه للحكم يومها لم يدرك العالم ان من عاش في نوفل لوشاتو التي تبعد ٣٥ كلم عن باريس عاصمة الموضة والسهر و” المولان روج” والحياة الاجتماعية الخالية من القيود ان احتمى في ربوعها يؤسس لعالم ينطلق محوره من ايران الى رحاب دول تتمتع بحدود جغرافية لها سيادتها واعتراف دولي كدولة قائمة لها دساتير ترعى العلاقة بين مواطنيها والدول المجاورة ولا يمكن التسلل اليها لتدميرها من خلال وصايا الهية كتبت على يد الخميني والتي ارتبط فيها العديد من الاحزاب والجماعات التي خرجت من رحم المؤسس المرشد الاعلى وبينهم “حزب الله” اللبناني رغم ان العبارة التي نقشت على علمه تحمل اسم “المقاومة الاسلامية في لبنان” وهو دلالة على ان المقاومة لها فروع في اكثر من بلدٍ كما في العراق ولعل الصلة الوثيقة التي تربط حزب الله اللبناني بايران وبولاية الفقيه تحديدا ما ورد في البيان الذي صدر عنه في ١٦ شباط من العام ١٩٨٥ الذي اكد من خلال العبارة التي اكد فيها انه ” ملتزم باوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد بولاية الفقيه وتتجسد في روح آية الله الموسوي الخميني” وهنا لا بد من الإضاءة على عبارة ولاية الفقيه التي تتردد على السنة اللبنانيين الرافضين لها والتي يلتزم بها اتباع الخميني وبموجبها باتت المرجعية الدينية مصدر الإفتاء والاحكام وهي تطورت لتصبح بيد المرشد الاعلى للثورة الاسلامية المحصورة بسلطته التي يمارسها على مؤسسات الدولة الايرانية.

الا ان الخميني كان يحلم بان تتخطى حدود ايران لتشمل الدول المحيطة من خلال انشاء مجموعات دينية تدين بالولاء للمرشد الاعلى وطورت اهدافها من خلال تحويلها الى قوة عسكرية مسلحة منتشرة في هذه الدول تهيمن على سياسات هذه الدول كونها من مكونات هذه الدول الا ان ولائها وقرارها يرتبط بالمؤسس وهذا الامر شهدناها في العديد من الدول من العراق بعد سقوط صدام حسين حيث ملأت الفراغ بعد تشتت الحبش العراقي وصولا الى اليمن من خلال تجييش الحوثيين ودعمهم وفي سوريا التي بات ساحة كبيرة للسيطرة الايرانية بشكل مباشر ومن خلال ميليشياتها تحت شعار مكافحة التطرف والارهاب واذ بها تتحول الى اداة لتصفية الثائرين على نظام آل الاسد وغاب شعار تحرير فلسطين عن الاعمال العسكرية لمن يخرج مخاطبا الجماهير في مناسبات تحمل اسماء الشهداء مهددا متوعدا الا ان ما يجري في الاراضي المحتلة من قتل وتدمير واغتيال يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني وحيدا وهذا ما حصل في غزة مؤخرا عندما تم اغتيال اكثر من ٥ قيادات فلسطينية بارزة في وقت اكتف من ابقى سلاحه بحجة تحرير فلسطين بالتنديد والوعيد في وقت يرفد للمناطق التي يسيطر عليها في سوريا بالاسلحة المتطورة والصواريخ الذكية لكنها تتدمر من خلال الغارات الاسرائيلية وقوات التحالف في ظل صمت مدوي الدفاعات الجوية التي تطلق رشاقتها عشوائيا وهو يشكل انتكاسة كبيرة للمحور الايراني يضاف الى ما سبق لناحية الاغتيالات التي نفذها الموساد في قلب طهران وبالطبع استهداف قائد فيلق القدس والعقل الاستراتيجي والعسكري لايران قاسم سليماني يضاف اليها الارباك الكبير الذي يعيشه انصار طهران في العراق من خلال الانتفاضة على ما كان يعتبر لدى البعض من المقدسات حين احرقت صور سليماني وأبو مهدي المهندس ورغم عودة الهدوء الى الساحة العراقية الا ان النار بقيت تحت الرماد .

اذا يرى المصدر ان طهران تعول على العنصر الاقوى في منظومتها الا وهو حزب الله الذي ما زال يتحكم بالساحة اللبنانية سياسيا وعسكريا ويملك حرية التحرك من خلال حلفائه المسيحيين الذي باستطاعته تطويرهم من خلال بعض المكاسب في جمهورية قد تصبح بلا رأس مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون الا ان الثابت الوحيد ان ايران بدأت تدفع الاثمان الباهظة لانقاذ مشروعها النووي في ظل معارضة شرسة داخل الادارة الاميركية ومن اسرائيل ولعل التصريحات حول قرب الاتفاق التي مازالت ارواح مكانها منذ اسبوعين ابرز معالم ضبابية المرحلة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال