الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ملف الاستحقاق الرئاسي لن يُحرّك قبل تبلور المشهد الإقليمي

“الاستحقاق الرئاسي مؤجل حتى إشعار آخر”، بهذه العبارة يبدأ أحد المصادر من القوى السيادية كلامه لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، مؤكدًا أن كل ما يحكى عن اتصالات محلية وإقليمية ودولية، لا يعدو كونه يراوح في دائرة جسّ النبض وتقييم المرحلة التي بلغها الوضع الإقليمي على خلفية حرب غزة، وتاليًا لا شيء مهمًا يمكن تناوله بالنسبة للاستحقاق الرئاسي.

لكن الأكيد أن موقف حزب الله وحلفائه بات أكثر تمسكًا بترشيح النائب والوزير السابق سليمان فرنجية. علمًا أن الأجواء لا توحي بأنه سيحصل على أصوات إضافية عن تلك التي حصل عليها في آخر دورة انتخابية. لكن الحزب يريد من خلال تمسكه بفرنجية رفع سقف الشروط والتفاوض، باعتبار أنه يعتقد بأن الحرب على غزة وتداعياتها اللبنانية لجهة حرب الاستنزاف التي يقودها، ستعطيه المزيد من الثقة والدفع السياسي لكي يتمكن من تحسين موقعه الداخلي، على أنّ أجواء القوى السيادية المعارضة تؤكد في المقابل، أنه لا يمكن القبول بأي شكل من الأشكال بوصول سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وستستخدم القوى السيادية مختلف الوسائل الشرعية والمشروعة لمنع حصول ذلك. علمًا أن ثمة تعويلًا واضحًا على موقف المملكة العربية السعودية.

وتكشف أوساط القوى السيادية أن المملكة العربية السعودية، هي التي كان لها دور أساسي في حسم مسألة التمديد للعماد جوزيف عون سنة كاملة، من خلال الموقف الذي نقله السفير السعودي وليد البخاري إلى جميع المعنيين، ولا سيما إلى عدد من النواب السنة، الأمر الذي أمّن نصابًا مريحًا لجلسة التمديد للعماد عون.

وتقول الأوساط “ما الذي يمنع أيضًا المملكة العربية السعودية من أن تقول كلمتها في الاستحقاق الرئاسي عندما تحين الساعة بهدف وصول رئيس على الأقل يكون نتاج تسوية، وليس رئيس تحدٍ كما يريده حزب الله”.

ويضيف المصدر: على الرغم من أن المملكة تحرص حتى الآن على الابتعاد عن الدخول في التفاصيل السياسية الداخلية، لكن الأكيد أنها مهتمة من خلال عمل اللجنة الخماسية التي تضم السعودية وقطر ومصر والولايات المتحدة وفرنسا، ولا بد بالتالي من الانتظار.

وتختم أوساط القوى السيادية، بأن لديها ثقة كبيرة بالقدرة على قيادة معركة الاستحقاق الرئاسي، بما يؤمن وصول رئيس مقبول وبمواصفات معقولة، علمًا أن من الباكر الحديث عن الاستحقاق الرئاسي، لأن الأنظار كلها منصبّة على متابعة مآل معركة غزة، وما إذا كانت ستتحول إلى حرب فعلية أوسع أو ستستمر مرحلة طويلة نسبيًا تحت شكل حرب استنزاف على جبهات عدة.

في أي حال، إن الكلام عن موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المعارض لوصول فرنجية ما زال كلامًا قائمًا، وليس صحيحًا أن الوزير باسيل مستعد للتخلي عن اعتراضه على فرنجية، لأنه بدوره يعتبر أن موقفه هذا يحسّن أيضًا أوراقه التفاوضية سواء بالنسبة لرئاسة الجمهورية أو بالنسبة لمكاسب أخرى بعد الاستحقاق الرئاسي، إن على صعيد الحكومة أو على صعيد بعض المواقع في الإدارة والمؤسسات.