الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

من أجل قطعة خبز: الحقيقة البائسة وراء مرتزقة الأسد في أوكرانيا

أصبح الأمر حقيقة الآن: إنّ مئات المرتزقة السوريين موجودين بالفعل في أوكرانيا لدعم روسيا.

وكما قيل مراراً وتكراراً، إنها الطريقة التي يشكر فيها بشار الأسد بوتين على كرمه في مساعدته على وضع معظم سوريا تحت سيطرته، كما لو أنّ آبار البنزين والقواعد البحرية في البحر الأبيض المتوسط لم تكن كافية. إنها بالطبع مجرد لفتة رمزية، لأنّ حفنة من المرتزقة السوريين لن يكون لهم دور حاسم في نتيجة هذه الحرب.

غادرت المجموعة الأولى في 15 آذار من قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية إلى روسيا أو بيلاروسيا. يبدو أنّ الآلاف سيتم إرسالهم شيئاً فشيئاً، بعد أن وعد بشار الأسد بوتين بـ40 ألف جندياً. وبحسب ما ورد، تم بالفعل فتح 14 مكتباً للتجنيد في المدن السورية الرئيسية الخاضعة لسيطرة النظام، مثل دمشق وحمص وحلب. يبدو أنّ الشرط الأساسي هو بعض الإلمام بالأسلحة، إن لم يكن لدى الأفراد الخبرة العسكرية السابقة. وعند تجنيد المرتزقة، يقال لهم أنهم سيؤدون مهام بوليسية لاستعادة النظام في الأراضي المحتلة، ولكن هناك بالفعل شائعات تزعم أنّ المرتزقة الأوائل قد شاركوا بالفعل في القتال وأنّ 30 منهم قد أصيبوا بالفعل.

نظراً لأنّ الخبرة القتالية مفضلة للذهاب إلى أوكرانيا، فإنّ العديد من الأشخاص الذين ينضمون إلى جيش المرتزقة ينتمون إلى ميليشيات خاصة تابعة لجيش الأسد، مثل قوات الدفاع الوطني أو لواء صقور الصحراء. لم تنشط بعض هذه الميليشيات منذ سنتين أو ثلاث سنوات على الأقل، والناس الذين كانوا جزءاً منها يكافحون حالياً من أجل تأمين لقمة عيشهم. فبالرغم من أنّ القادة والمتحدثين الرسميين يعتبرون أنّ هذه المهمة إلى أوكرانية هي “قضية محقة”، فإنّ أسباب الانضمام إلى صفوف المرتزقة، على مستوى المقاتلين العاديين، تبدو أساسية وتافهة.

يمكن أن تكون حقائق هذه الحرب، أقبح من حقائق الحياة. تواجه المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري واحدة من أفظع الأزمات الاقتصادية، حيث يعيش 80 ٪ من الناس تحت خطّ الفقر. إنّ الرواتب التي وُعدت إلى الذين سيذهبون إلى أوكرانيا، هي أعلى بكثير من التي يتقاضاها عادة المقاتل السوري. وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، من المرجح أن يحصل المرتزقة السوريون على راتب قدره 1100 دولار و7700 دولار كتعويض عن الإصابات. من ناحية أخرى، ستحصل العائلات على 16500 دولار إذا قتل أي من هؤلاء.

يقول البعض أنّ المرتزقة قد وُعدوا بالحصول على الجنسية الروسية عند تقديم الطلب ولكن لا يوجد تأكيد على ذلك. قد يرى العديد من هؤلاء المقاتلين أنّ الذهاب إلى أوكرانيا هو وسيلة للهروب والوصول بشكل غير قانوني إلى الدول الأوروبية، كما أن الحالة النفسية لبعضهم سيئة للغاية لدرجة أنّ البعض رفض المشاركة بأي شكل من أشكال الأعمال العدائية في حين تم تسجيل عدد قليل من حالات إيذاء النفس وتشويه الذات.

في مقابلة مع وكالة أنسا الإيطالية، أكدّ مرتزق من طرطوس كيف أنّ ذلك هو الطريقة الوحيدة لضمان حياة كريمة لعائلته لأنّ راتبه كنجار بالكاد يسمح له بإطعام أطفاله. وقد وقّع بالفعل العقد باللغة الروسية، مصدقاً المترجم، وهو مستعد للمشاركة في الحرب ضد السكان المدنيين الأوكرانيين الأبرياء للحصول على قطعة خبز.