الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

من لبس القمصان السود يوماً لن يخلعها اليوم

من منا لا يتذكر عندما وصل نجيب ميقاتي الى السراي الحكومي على ظهر القمصان السود، فكيف لنا اليوم أن ننسى وأن نأمل خيراً من رئيس حكومة أفرغ أموال الاسكان من الخزينة؟

أي انقاذ ننتظره من ميقاتي، أي أمل لنا بالنهوض من الحفرة الاقتصادية التي سقطنا فيها على يد الطبقة الحاكمة نفسها التي شكلت الحكومة اليوم على قاعدة بازار الحصص؟

من لبس القمصان السود يوماً لن يخلعها اليوم، ولن يتردد بالقيام بما قام به عندما كان رئيساً لحكومة حزب الله، وها هو اليوم يرضخ للحزب وللعهد البائس، ويخلع عنه ثوب طائفته، ويتنكر لرؤساء الحكومات السابقين.

خلع ميقاتي جلده بحثاً عن كرسي رئاسة الحكومة، وهو يدرك بأن هذه الفرصة الاخيرة التي يمكن له أن يتربع على عرش السراي الحكومي، فألف حكومة من 24 موظفاً تابعين للسلطة، عله يستطيع عبرهم استمالة أموال المجتمع الدولي، ضارباً بعرض الحائط مطالب الشعب اللبناني ومتطلبات لبنان الانقاذية.

لن ينقذ ميقاتي لبنان، واي انقاذ هذا وقرار الحكومة بيد حزب الله، أي انقاذ والحكومة أتت بتسوية تحاصصية هذفها رشوة الناخبين ببعض البطاقات التمويلية، وبعض ليترات من البنزين والمازوت الاسود كوجوه الوزراء الجدد؟

مرة جديدة تخلى ميقاتي عن السعودية، وفضل التوجه نحو إيران والجلوس بأحضان خامنئي، ولبس من جديد قميص الحزب الاسود، ولم يستمع إلى نصائح دار الفتوى، فالانتخابات على الابواب ورئاسة الحكومة تجلب له الاصوات، وتعيد له بريقه الباهت الذي فقده.

لبنان الغارق في الويلات ليس بحاجة إلى دموع التماسيح، ومن يعتقد بأن ميقاتي سيصطدم بتعنت رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه داخل الحكومة فهو مخطئ، لأن ميقاتي وقّع على بياض قبل تشكيل الحكومة، واعطى عون ما كان يريد من ثلث معطل، ما يعني أن ميقاتي قبل بشروط عون وهو سيكون الموظف الثاني لدى عون بعد رئيس الحكومة السابق حسان دياب.

لا… لا يستحق لبنان هكذا حكومة ولدت من رحم طبقة فاسدة، أهدرت أموال المودعين، وعرقلت تحقيقات انفجار المرفأ، وافلست البلاد، وجعلت المواطن اللبناني يشتهي الطعام، فحرمته من أدنى حقوقه ومقومات صموده، ووضعت يدها على جنى عمره وتعبه.