الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نتائج الحرب الروسية – الأوكرانية ستخلط أوراق التحالفات في الشرق الأوسط

كان لافتاَ الزيارات المفاجئة لكييف وآخرها زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تحمل دلالات كبيرة لناحية الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية للحرب التي تخوضها في مواجهة روسيا من خلال الساحة الاوكرانية.

هذه الزيارة اكتسبت اهميتها اولا لناحية المخاطر التي تحدق بالزائر، فكيف اذا كان رئيس الولايات المتحدة الاميركية بغض النظر عن هوية الرئيس انما لدولة يمتد نفوذها العسكري والسياسي في العالم اجمع.

لم يصل بايدن في زيارة رسمية من خلال مطار اوديسا او كييف كما تجري العادة بين الدول انما دخل الى اراضي اوكرانيا وتحديداَ الى العاصمة كييف، على متن قطار اوصله اليها وفق ما أوردته صحيفة “فايننشال تايمز الأميركية” وعلى وقع القصف المدفعي والصاروخي والمسيرات الايرانية ،حيث ادت له صفارات الانذار التحية وبرفقته الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي، الذي التقاه في كاتدرائية القديس ميخائيل، مع الاشارة الى ان موسكو اعلمت بهذه الزيارة قبل حصولها بساعات وفق مصدر مسؤول اميركي، لكن هذا الامر لا يمكن ان يسقط هالة هذه الزيارة بالنسبة للطرفين التي تتزامن مع قرب مرور سنة على تلك الحرب، وكانت مناسبة للاعلان الاميركي عن حزمة جديدة من المساعدات بلغت 500 مليون دولار.

زيارة بايدن سبقتها زيارة لوزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين الذي تضاربت المعطيات حول أهدافها، لكن المؤكد ان هذه الحرب ارخت بظلالها على العالم وعلى الشرق الاوسط والخليج، لاسيما وان لايران امتدت يدها اليها من خلال مساهمتها العسكرية عبر مشاركتها بالمسيرات التي استطاعت تغيير المشهدية في بعض المحاور الاساسية في حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .

هذه المسيرات شكلت محور تلاقي في المواقف للعديد من الدول لناحية خطورتها وقدراتها التي باتت تشكل تهديداً من خلال الاشراف على تصنيعها في العديد من الدول التي تسيطر عليها ميليشياتها او من خلال رفدها الى جبهات اذرعها زرعت لاسيما الحوثيين في اليمن، الذين اطلقوها باتجاه المملكة العربية السعودية وعلى مرافقها الحيوية وعلى دولة الامارات وتسببت بأضرار مادية كبيرة، كما استخدمت من قبل الفصائل والحركات الفلسطينية الموالية لايران وعل رأسها الجهاد الاسلامي وفي مناطق التواجد الأميركي في العراق وسوريا التي كانت بمجملها تحمل المتفجرات.

في حين كان لافتاً سلمية هذه المسيرات في لبنان تحديداً، والتي اطلق عليها “حزب الله” توصيف استطلاعية، 3 منها حلقت فوق حقل “كاريش” قبل حصول التوقيع النهائي على التنازل عنه، حينها ساد الهدوء في سماء الجنوب اللبناني وفوق الحقل النفطي ما خلا بعض المسيرات التي تخرج “رفع عتب” .

لا شك وفق المصدر ان ما بعد زيارة بايدن لكييف ليس كما قبلها وهي تزامنت مع تحرك وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في اكثر من اتجاه، لاسيما في الشرق الاوسط.

وهو ما يؤشر الى ان الولايات المتحدة ادارت محركاتها باتجاه المنطقة وكان لافتاً موقف السفير الاميركي في “تل ابيب” توم نيدس، الذي اكد فيه “ان اسرائيل يمكنها ان تفعل كل ما تريد للتعامل مع ايران ونحن نساندها” لافتاً الى ان “لا تفاوض حالياً” مع ايران التي تزود فيه روسيا بالطائرات المسيرة”، هذا التصريح سبق الغارات الاسرائيلية على المجمع الامني في كفرسوسة ” في دمشق الذي لم تتحدد الى الآن خسائره على صعيد الشخصيات الامنية التي كانت متواجدة فيه، نتيجة التكتم الكبير حولها.

لكن التقديرات ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على مسار واحد مع الادارة الاميركية في موضوع خطورة المسيرات في تغيير مجرى الاحداث في أوكرانيا الذي تخشاه واشنطن وعلى الملاحة في بحر العرب والبحر الاحمر لاسيما وانها باتت ممرات حيوية للسفن الاسرائيلية وسيكون لها تداعيات على المنطقة باكملها وهذا ما يجعل المنطقة تعيش حالة ترقب وانتظار لما يمكن ان تؤول اليه.

الاحداث ستظل رهن الضغوط على نظام الخامنئي ومدى امكانيته رمي ما تبقى من أوراق مازال يمتلكها والتي لم تعد متاحة كما في السابق.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال