الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نجاح مساعي لودريان رهن البؤر الساخنة في الشرق الأوسط وجهوزيتها للانفجار

تعيش فرنسا حالة أزمة سياسية مع حلفائها التاريخيين التي بدأت تتعارض مع مصالحها الاقتصادية نتيجة تداعيات الحرب الأوكرانية والعجز في تأمين مصادر الطاقة للشعب الفرنسي ان على صعيد تامين الغاز للتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء ، والتي لا يمكن لمعامل الطاقة النووية الفرنسية ان تغطيها، وما يزيد من تفاقم الازمة الانقلاب العسكري في النيجر الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم حليفها وشريكها الاقتصادي لاسيما لناحية تأمين اليورانيوم الضروري لمعاملها النووية، وهذا ما سيدفع فرنسا الى اجراء مفاضلة بين اعتماد على اليورانيوم في النيجر ومحاولة استعادة ما فقدته فيها او التركيز على الشركات التي ستنقل لها الغاز من الشرق الأوسط، الامر الذي يفرض عليها التعامل مع القوى الموالية لإيران ان في العراق او في لبنان وفق مصادر دبلوماسية خاصة.

في المقابل تستمر التعزيزات العسكرية الأميركية في التدفق الى منطقة الشرق الأوسط لاسيما عند الحدود السورية العراقية، التي تترافق مع ازدياد الاحتكاك بين القوات الأميركية – الروسية رغم خفض الأخيرة من تواجدها العسكري لاسيما لناحية الغطاء الجوي الذي كانت تستعين فيه ايران وميليشياتها والنظام الروسي في ضرب الشعب السوري ، ولم تستهدف يوماَ الطيران الإسرائيلي خلال غاراته على مواقعهم العسكرية وشحنات الأسلحة.

اما العامل الآخر الذي طرأ على الساحة الإقليمية تعثر عملية تنفيذ بنود الاتفاق الذي رعته الصين بين طهران والمملكة العربية السعودية من جهة وتوقف مسار إعادة التواصل بين الأخيرة ونظام الأسد وهذا الامر بدأ يرخي بظلاله ليس على الملف السوري والإيراني فقط، على الملف اللبناني الذي لطهران اليد الطولى فيه من خلال “حزب الله” والتنظيمات الفلسطينية التي ترعاها من “الجهاد الاسلامي”، طلائع حرب التحرير الشعبية” (الصاعقة) و”الجبهة الشعبية – القيادة العامة”، التي رفضت المشاركة في المسعى المصري الذي قد ينزع الورقة الفلسطينية من يد نظام الخامنئي، وهذا ما انعكس توتراَ كبيراَ في مخيم “عين الحلوة” الذي يضم كل مشارب التنظيمات الفلسطينية التي لا يمكن ان تلتقي بسبب تعدد ولاءاتها ووقوفها بوجه حركة “فتح”.

هذه جزء من المعضلات التي ستواجه مساعي لودريان كون عودته في أيلول قد تسبقها تطورات امنية لا يمكن التكهن من اين سيشعل فتيلها وستكون لها انعكاساتها على مهمته التي لم يعد تديرها بلاده وحيدة انما بطاولة خماسية تجمعها الى مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية التي اثارت دعوة رعاياها الى مغادرة لبنان موجة كبيرة من القلق بعد ان حذت الكويت حذوها والبحرين ، وهنا يطرح السؤال ماذا سيخبئ شهر أب من تطورات وما هي انعكاساتها على زيارة لودريان؟!

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال