السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل اغتيال العاروري سيكون سببًا لتفجير واسع على الجبهة اللبنانية؟

بعد استشهاد القيادي في حركة”حماس” صالح العاروري بالعملية العسكرية الإسرائيلية في قلب الضاحية الجنوبية بداية الأسبوع الماضي، من المتوقع أن تتدهور الأوضاع الأمنية أكثر فأكثر، وهي بدأت بالفعل بذلك من خلال تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية في قرى وبلدات جنوبية تقع شمال الليطاني، وخارج ما يعرف “بقواعد الاشتباك” التي باتت تتجاوز كل الخطوط الحمراء.

ولكن اللافت كان في اليومين الماضيين عودة “قوات الفجر” الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، والذي كان تأسس في العام 1975 وشارك في المواجهة ضد إسرائيل أثناء اجتياحها للبنان في العام 1982، إلى ساحة القتال مجددًا، مع تبنيها تنفيذ عمليات عسكرية استهدفت مستوطنة كريات شمونة في شمال فلسطين المحتلة، حيث أكد البيان الصادر عنها استمرار عملياتها، مجددة وعدها بالرد المناسب اللائق على عملية الاغتيال بحق العاروري ورفاقه.

من هنا، يبدو أن “القوات الفجر” والتي أعلنت عن ارتقاء أول شهيدين لها في عملية الضاحية الجنوبية، وهما محمود شاهين ومحمد بشاشة، ستصعّد من تحركاتها وعملياتها في الأيام المقبلة، والتي كانت بدأت بتنفيذها منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي، وهي كانت سبق وأعلنت مرات عدة إطلاقها لصواريخ من جنوب لبنان.

مصادر الجماعة أعلنت عبر “صوت بيروت إنترناشونال” أن ما قامت به “قوات الفجر” من رد على العدوان الإسرائيلي سيكون جزءًا من سلسلة عمليات عسكرية، ستنفذ بشكل متواصل وستُسعمل خلالها كل الوسائل المتاحة لديها، كاشفة عن جهوزية تامة لخوض المعارك مع العدو الإسرائيلي للدفاع عن لبنان، مشيرة إلى أنّه من الواجب الديني والوطني والقومي مجابهة إسرائيل.

كما أن المصادر لا تنفي التنسيق مع “حزب الله”، معتبرة أن الأمر هو طبيعي في مثل هكذا أوضاع، حيث يجب تضافر كافة الجهود العسكرية والوطنية والتضامن  للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

من ناحيتها، رأت مصادر مراقبة لتحرك “الجماعة الإسلامية” أن كل معلومات تؤكد أن من يقوم بإطلاق الصواريخ باتجاه شمال فلسطين المحتلة هي حركة “حماس” في لبنان، ولكن من باب محاولة تخفيف الضغط عن الحركة التي جوبهت برفض بعض الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية باستعمال لبنان منصة فلسطينية، تتبنى “قوات الفجر” إطلاق الصواريخ.

ولكن في الوقت عينه،  تقول المصادر إنه “لا يمكن أن نغفل عن المساعدات والدعم الذي قُدم من قبل “حزب الله” وحركة “حماس” لهذه القوات خلال السنوات الماضية، خصوصًا أن الإدارة الجديدة التي تسلمت المسؤولية في الجماعة باتت قريبة جدًا من “حزب الله”، إضافة إلى انفتاحها على النظام السوري، حيث قامت وفود منها بزيارات سرية إلى سوريا واجتمعت بعدد من المسؤولين في المخابرات السورية، واعتبرت المصادر أن تقرب الجماعة من سوريا جاء بعد الثورة السورية وبالتالي تقرب حركة “حماس” من المسؤولين الإيرانيين.

وردًا على سؤال اعتبرت المصادر أن “حزب الله” من خلال التنسيق مع “حماس” و”قوات الفجر” يحاول إيصال رسالة إلى الإسرائيليين، بأنّه يمكنه إذا لم تلتزم الأخيرة بقواعد الاشتباك، إدخال الطائفة السنية والفلسطينيين معًا على خط المواجهة في جنوب لبنان.

وتأكيدًا لتلازم المسار بين “حماس” و”الجماعة الإسلامية”، تلفت المصادر إلى الموقف الذي أعلنه نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة في لبنان بسام حمود، غداة العدوان الإسرائيلي على الضاحية، بأنّ الحركة والجماعة وجهان لعملة واحدة، مشيرة إلى أنّ استشهاد بشاشة وشاهين مع العاروري يؤكد انخراط الجماعة بشكل مباشر في الحرب على إسرائيل إلى جانب “حماس”.

المصادر أكدت أنّ “حزب الله” يُعتبر هو المستفيد الأكبر من دخول “حماس” و”الجماعة الإسلامية” إلى المواجهة في الجنوب.