السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل ستنجح الولايات المتحدة في تحييد لبنان عن حرب واسعة؟

زحمة موفدين دوليين باتجاه لبنان والهدف واحد التحذير من توسع الحرب التي ستؤدي في حال انزلق لبنان اليها الى مخاطر كبيرة، خصوصا مع دخول المواجهات بين اسرائيل و “حزب الله” مرحلة جديدة بعد قيام الأولى باستهدافات طالت شخصيات قيادية رفيعة، إضافة الى تسجيل تخطي لقواعد الاشتباك عبر محاولة استهداف حقل “كاريش” بصواريخ من قبل “حزب الله”، مما يؤكد إمكانية انفجار الوضع في أي لحظة، و وقوع حرب شاملة في حال حصول مثل هكذا تطور، إضافة الى كل هذه المستجدات سُجل خلال الساعات الماضية تطورا في غاية الأهمية اقليما ودوليا عبر شن سلسلة كبيرة من الغارات الأميركية والبريطانية على مواقع الحوثيين في اليمن، مما يزيد المخاطر حول إمكانية توسع الحرب من غزة وجنوب لبنان الى الإقليم.

ولكن بالعودة الى النشاط الديبلوماسي باتجاه لبنان، فبات من المؤكد ان الولايات المتحدة الأميركية تلعب دورا أساسيا على هذا الصعيد، بل انها تقود الحركة الدولية وهي تعمل بشكل مباشر من خلال سعيها الى تحييد لبنان عن أي عدوان إسرائيلي شامل، وزيارة المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات الماضية كانت تصب لاستكمال مهمته التي كان بدأها الأسبوع الماضي في تل ابيب، من حيث محاولته إيجاد فرصة لنجاح تخفيف التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل والتقيّد بتطبيق 1701، وقد اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري صراحة “بان هوكشتاين لم يحمل مبادرة بل أفكار لندرسها وهو بدوره سيدرس أفكارنا ونعود للقاء”، مما يؤشر احتمال عودة الموفد الأميركي الى بيروت في وقت غير بعيد، خصوصا بعد وصول السفيرة الأميركية الجديدة الى بيروت ليزا جونسون حيث من المتوقع ان تتكثف الحركة الديبلوماسية الأميركية لتطويق التدهور الأمني جنوبا.

واللافت ان جونسون عقب وصولها الى بيروت بصفة قائم بالأعمال بانتظار تقديم أوراق اعتمادها الى رئيس الجمهورية العتيد فور انتخابه، شاركت هوكشتاين قلقه حول صعوبة المرحلة والتحديات التي يواجهها لبنان، معتبرة انه حان الوقت للبنان ان يجد حس الوحدة والهدف في الرغبة المشتركة لجميع أبنائه في السلام والازدهار وفي مستقبل اكثر اشراقا .

مصادر ديبلوماسية شاركت بلقاءات الموفد الأميركي في بيروت تكتمت عبر “صوت بيروت إنترناشونال” عن تفاصيل الأفكار الذي طرحها أمام من التقاهم، ولكنها أكدت انه كسواه من الموفدين نقل الى المسؤولين اللبنانيين رسالة واضحة، وهي وجوب وقف الحرب واطلاق المسار للحل الديبلوماسي استنادا للقرار 1701 وهو ما اكد عليه في تصاريحه من عين التينة، ولفتت المصادر الى ان هوكشتاين دعا لبنان الى اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر وضبط النفس تفاديا للوصول الى الحرب الموسعة، مشددا على ان بلاده تمارس ضغوطها القصوى في كل الاتجاهات، لا سيما في اتجاه اسرائيل لمنع الانزلاق الى حد الوصول الى حرب شاملة خصوصا ان الوقت بدا يضيق، ولم يعد هناك متسع منه للمناورات.”

ولكن تعود المصادر لتشير الى انه رغم الضغوط الدولية باتجاه تبريد الأجواء الساخنة والدعوة الى التزام بتطبيق 1701 فان المخاطر من توسع الحرب بين لبنان وإسرائيل ستبقى على حالها طالما ان لا وقف لإطلاق النار في غزة، ولفتت الى ضبابية صورة المرحلة المقبلة مع عدم توقع الخطوات التي يمكن ان تتخذها اسرائيل، معتبرة انه حتى ان المسؤولين في البيت الأبيض على حد قولها لا يمكنهم التكهن بما يمكن ان تُقدم عليه اسرائيل، خصوصا ان هناك عدد من الوزراء داخل حكومتها هم رؤساء لأحزاب ولا مصلحة لديهم بوقف الحرب في غزة، لتأكدهم بأن انتهاء دورهم سيكون حتمي في حال توقفت الحرب على غزة، على الرغم من يقينهم أنهم لن يستطيعوا ربح المعركة لا في غزة ولا في لبنان.

وختمت المصادر بالقول: “طالما ليس هناك سلة متكاملة لحل شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فالمشكلة بين لبنان وإسرائيل ستبقى على حالها حتى ولو تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال