الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل سينجح الحراك الدولي بفتح المسار الداخلي؟

في ظل استمرار المسار الداخلي مقفلًا بالتزامن مع ارتفاع منسوب الشرخ السياسي بين الأفرقاء، تواصل قطر تحركاتها باتجاه جميع الأطراف اللبنانية، بهدف محاولة إحداث كوة في جدار الشغور الرئاسي.

وفي هذا الاطار، أكدت مصادر سياسية “لصوت بيروت إنترناشونال” أنّ الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني لا يزال موجودًا في بيروت، لاستكمال جولته على القيادات والشخصيات المقرر أن يقابلها مطلع هذا الأسبوع استعدادًا للجزء المقبل من التحرك القطري مع الزيارة المرتقبة لوزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي.

ولفتت المصادر إلى أنّ الموفد القطري يهدف من خلال اللقاءات التي يجريها مع كافة المرجعيات السياسية استطلاع الآراء والاستماع إلى أفكارها، في سبيل العمل إلى تقريب وجهات النظر قدر المستطاع، تمهيدًا لرفع تقريره إلى الدوائر القطرية المتابعة للملف اللبناني قبيل وصول الوزير الخليفي، وجزم عدد من الذين اجتمعوا مع الموفد القطري أنّ مهمته لم تحمل في المرحلة الحالية أي أسماء، ولم يتبنّ أحدًا من المرشحين، منعًا لتكرار التجربة الفرنسية، والوقوف مع فريق ضد آخر، ولكن وفي السياق ذاته، لا تنفي المصادر أنها لمست أن أسهم قائد الجيش العماد جوزيف عون لا تزال مرتفعة عن بقية المرشحين.

علمًا أن المعلومات تشير حسب المصادر، أن الوساطة القطرية لم يظهر منها بعد ما يكفي من ميزان الإيجابيات والسلبيات لاستشراف سيناريو المرحلة المقبلة، خصوصًا من خلال الكتمان الشديد الذي يرافق التحرك القطري، كذلك الأمر بالنسبة إلى الاجتماعات التي عقدت في المملكة العربية السعودية بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والموفد الفرنسي جان إيف لو دريان والذي حضره السفير السعودي وليد البخاري، مما يزيد منسوب التكهنات حول ما يمكن أن يسفر عن كل هذه الحركة الدولية، التي لا تزال ضبابية مع عدم صدور أي بيان أو موقف واضح،  عن الاجتماع الأخير لمجموعة الدول الخمس، والذي عقد في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، علمًا أن المؤشرات تدل أن المجتمع الدولي يضغط باتجاه إيجاد تسوية وإنضاج الحل بشأن أزمة الشغور الرئاسي التي أنهت شهرها ١١.

وفي الوقت الذي يتقدم فيه الخيار الثالث على ما عداه من الخيارات، أفادت معلومات ديبلوماسية عن توجه لدى دولة الفاتيكان إلى إيفاد مبعوث خاص إلى بيروت، للاطلاع على الوضع اللبناني عن كثب، ولحضّ النواب على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومحاولة المساعدة على إيجاد حلول للأزمة اللبنانية.

وتشير المصادر إلى أنّه مقابل حسم الخارج لتوجهاته الرئاسية في لبنان باتجاه الخيار الثالث، فإن المفارقة ببقاء الثنائي الشيعي متمسكًا بموقفه من خلال رفضه التخلي عن مرشحه، وهو أبلغ الموفد القطري ما أبلغه للفرنسي “مرشحنا الأول والثاني والثالث هو سليمان فرنجية”، وفسرت المصادر موقف الثنائي بأنّه انعكاس لغياب التوافق الإيراني- الأميركي وأن نتائجه ستكون استمرار المعادلة السلبية، فلا “حزب الله” مستعد لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا القوى المعارضة سترضخ وتنتخب رئيسًا كيفما كان، ما يعني أن الجمود الرئاسي القائم سيستمر.

وبحسب المصادر، فإن التحرك القطري كما بات معلومًا يأتي بتغطية من قبل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، باعتبار أن قطر تربطها أفضل العلاقات مع إيران التي لا يمكن تغييبها عن المفاوضات حيال الأزمة في لبنان، إنما من الضرورة إشراكها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، نظرًا لتأثيرها على غرار دول أخرى وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية.

من هنا، يبدو أن الجميع بات في مرحلة ترقب وانتظار للتحركات الدولية باتجاه لبنان، حيث أن لا أحد يملك أي معطيات حسية وملموسة حول الأجندة المقبلة المتصلة بالتحركين الفرنسي والقطري.