السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يتلقف الداخل اللبناني المسعى الدولي لإنعاش الملف الرئاسي؟

يبدو ان المنطقة ككل باتت فوق صفيح ساخن ينذر بانفجار كبير تمهيدا للوصول الى تسوية شاملة من المتوقع ان يكون لبنان ضمنها، من هنا كان اللافت خلال الأيام الماضية الاهتمام الدولي المتزايد تجاه لبنان بهدف حث المسؤولين فيه على اتمام الاستحقاق الرئاسي باسرع وقت تمهيدا لجلوسه على طاولة التسويات المنتظرة، باعتبار انه سيكون هناك حاجة لوجود رئيس يواكب التطورات التي قد تحصل، بالتالي يوقع على اتفاق مستقبلي محتمل في شأن الحدود البرية مع اسرائيل.

وفي هذا السياق، من المتوقع ان يستمر الحراك الخارجي في هذا الاتجاه توازيا مع حراك ديبلوماسي على الساحة الداخلية والذي نشط خلال اليومين الماضيين بين سفراء دول اللجنة الخماسية، مما يؤكد عدم تخلي الخماسية عن اهتمامها بالملف اللبناني، وبحسب المعلومات فان اللقاءات التي عقدت بين سفيري المملكة العربية السعودية وليد البخاري وفرنسا هيرفيه ماغرو، وبين البخاري والسفير المصري علاء موسى تشير الى المتابعة الدقيقة للمملكة للوضع اللبناني بما فيه الجهود المبذولة لانجاز الاستحقاق الرئاسي، مع استمرارها بالتمسك بموقفها المعروف بعدم التدخل بشكل مباشر بالاسماء المطروحة للرئاسة، واستمرار وقوفها على الحياد من خلال عدم دعمها لمرشح محدد، كذلك عدم وضعها لفيتو على اي اسم وهذا الامر قد ينسحب ايضا على جميع أعضاء “اللجنة الخماسية” في المرحلة المقبلة.

مصادر نيابية تصف نفسها بالوسطية تكشف عبر “صوت بيروت انترناشيونال” عن مسعى يقوم به عدد من النواب، من اجل تشكيل لقاء نيابي يكون له دورا ضاغطا فاعلا على صعيد الملف الرئاسي وداعما لتحرك “اللجنة الخماسية” تجاه لبنان، وتشدد المصادر على ضرورة ان يشكل موضوع الرئاسة اولوية لدى الجميع، وان يتم فصله عن ما يحصل في غزة، نافية ان يكون هناك اسم محدد تم التوافق عليه بين نواب الوسط والمستقلين، مشيرة الى ان الاساس هو حصول نقاش في مجلس النواب بين أعضاء البرلمان لانتخاب الرئيس وفق ما ينص عليه الدستور.

وحول ما اذا كان هناك اسماء جديدة مقترحة لرئاسة الجمهورية، اشارت المصادر الى ان الاسماء لا زالت تتمحور حول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري.

واذ املت المصادر ان تتحرك اللجنة الخماسية بفاعلية اكبر في وقت قريب لتذليل العقبات، اشارت الى ان لا موعد محدد حتى الساعة لزيارة الموفد القطري الى لبنان على خلاف ما كان متوقعا من انه سيكون في الاسبوع الاول من الشهر الجاري، واصفة تحرك السفير البخاري بالمهم في هذه المرحلة، خصوصا انه عقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من الشخصيات الروحية والسياسية والديبلوماسية.

وتلفت المصادر الى ان المعلومات المتوافرة في لبنان، تشير الى جولة قريبة ينوي الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان القيام بها الى المنطقة تهدف لاعادة انعاش تحريك الملف الرئاسي وكذلك المياه الراكدة من اجل الوصول الى خارطة طريق لتسوية رئاسية، دون انتظار نتائج الحرب في غزة، ورأت المصادر ضرورة لعقد اجتماعا للجنة الخماسية في اسرع وقت لبلورة كل الاتصالات والمساعي التي جرت من اجل توحيد الرؤية والمواقف بين اعضائها، مع تشديدها على ضرورة حث الأطراف اللبنانية لسد الفراغ من خلال انتخاب رئيس للجمهورية يعيد عمل المؤسسات وتشكيل حكومة كاملة المواصفات تقوم بالاصلاحات المطلوبة دوليا، اضافة الى محاولتها العمل على فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب في غزة، رغم صعوبة فك مسار ما يجري داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عن الوضع الداخلي في لبنان حسب ما تراه بعض الأطراف وذلك قبل انقشاع الرؤية حول مصير الحرب .

وتعود المصادر لاعتبار ان مسألة التمديد لقائد الجيش العماد عون كانت نموذجا ناجحا ،بعد ان حظي بإجماع الدول المجموعة الخمس والذي يمكن ان تسلكه مجددا اللجنة في مقاربتها للملف الرئاسي اذا ثبُت وجود ارادة جدية لانتخاب رئيس، و لكن حسب المصادر فإن الأمر في نهاية المطاف يحتاج الى توافق داخلي واندفاع وتنازل وحوار يمهد لالتئام المجلس النيابي، مع ضرورة ان يكون هناك توازن بين المكونات في البلد.