الجمعة 2 ذو القعدة 1445 ﻫ - 10 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يرتبط مصير الـ 1701 بمصير الحل في غزة؟

وضعت الدول الكبرى التنفيذ الفوري للقرار 1701 هدفاً أولياً غداة الحرب الإسرائيلية على غزة، لكن ما لبثت أن تراجعت في ضغوطاتها الكبرى لتنفيذه، وبذلك أعطت التنفيذ الكامل لبنوده فترة سماح أخرى مصيرها سيكون مربوط حتماً بالحل الذي يرسو لملف غزة مهما طالت الحرب، كما سيكون عامل ضغط في إنجاز الاستحقاقات اللبنانية عندما ترى الدول أن موعدها قد حان.

ومن غير الواضح منذ الآن موعد التنفيذ الفعلي له بكل مندرجاته، إلا أن المجتمع الدولي اكتشف، بحسب مصادر ديبلوماسية بارزة في بيروت، أن تطبيقه يحتاج الى آلية تنفيذية، وليس ثمة حاجة الى تعديله، لأنه عندما جرى الضغط الكبير لتنفيذه حصل نقاش دولي حول أي بند يجب أن يتم البدء به نزع السلاح أم إنهاء الاحتلال. ثم كيف يمكن التوصل الى وقف لإطلاق النار خصوصاً وأن الوضع الراهن هو وقف للعداءات وليس وقفاً للنار بعد.

وتؤكد المصادر، أن المطلوب من لبنان في القرار 1701 هو تحقيق السيادة على أرضه عبر نشر الجيش، ونزع السلاح.

القرار يقع تحت الفصل السادس، وهو يشكل اطاراً عاماً لعناوين وأهداف عريضة. في حين أنه لا يتضمن آلية تنفيذية لأن الآلية تُركت للشأن اللبناني الداخلي، وبالتالي، ان فرضها ضمن القرار يصبح فحوى القرار إملائياً ويقع تحت الفصل السابع.

مع الإشارة الى أنه لا يمكن تعديل الـ 1701 الا باستصدار قرار جديد مبني عليه، الأوضاع والظروف الإقليمية والداخلية أدت بالمجتمع الدولي الى الملاحظة أن في القرار أجزاء كبيرة ومهمة لا تنفذ أو لا تزال قيد التنفيذ، ما أدى الى بروز السؤال عن سبل تنفيذه، وهذا ما تم إشراك لبنان به من خلال الاتصالات الأميركية والفرنسية مع المسؤولين للوقوف عند رأيهم بذلك.
لذلك تشير المصادر، الى أن تنفيذه يحتاج الى آلية، إما إملائية، إما أن تُترك الى الأفرقاء في الداخل لإيجاد التوقيت والظرف المناسبين وإنضاج الأرضية اللازمة لذلك. فهل الغرب على استعداد لإعطاء الداخل فرصة وثقة لتنفيذ القرار 1701 طوعاً، لا سيما أن الاستراتيجية الدفاعية هي المخرج.

الآن الخارج أعطى ما يشبه الفرصة بعدما سلفه “حزب الله” التمديد لقائد الجيش، ومنع توسيع الحرب لتشمل لبنان.

والحزب ربح وقتاً أمام مواجهة نزع سلاحه، وهدأ الضغط الدولي لتنفيذ القرار فوراً وإعادة تموضعه بحسب القرار.

وتفيد المصادر أن الغرب يدرك تماماً أن مسائل عديدة يجب أن تنضج قبل أن يحصل التنفيذ الفعلي للقرار 1701، ان كان على المستوى الداخلي أو على مستوى بروز تفاهمات وضمانات دولية-اقليمية. ومن غير الواضح حالياً المدى الذي سيبلغه هدوء الضغط الدولي لتنفيذه وتوقيت نفاذ هذا الهدوء، وما اذا ستتم معاودة استخدام هذا الضغط لتوفير أغراض أخرى في مجال استحقاقات داخلية أو إقليمية معينة؟ ان التفاوض المرتقب حول مصير المنطقة بعد انتهاء حرب غزة سيكشف مصير تنفيذ القرار 1701 وموعده.