الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل ينكفئ التحرك الفرنسي مع تصاعد الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة؟

طغت الأحداث السورية على ما عداها من أحداث في الشرق الأوسط، بعد عودة الغليان إلى الساحة السورية التي اشتعل فتيلها هذه المرة من السويداء، وخرجت معظم المحافظات لملاقاتها مجددة مطالبها بإسقاط نظام بشار الأسد، وحتى تلك التي ما زالت تحت سيطرته، في وقت تتحدث المعطيات عن تحركات أميركية ضخمة، إن في العراق أو عند الحدود التي تربطها بسوريا في منطقة البوكمال.

وفق مصدر متابع للأحداث السورية، إن إحجام النظام عن استعمال آلته العسكرية لقمع المشاركين في التظاهرات كما كان يفعل خلال السنوات الماضية، والتي تشارك فيها مع الروس والميليشيات الإيرانية في إبادة الآلاف من الشعب السوري، يؤشر إلى إرباك كبير للمحور الذي يحتمي به النظام السوري إن في العراق أو في سوريا، لا سيما وأن التعزيزات الأميركية في المنطقة في ازدياد لناحية العديد والعتاد وهو ما سينعكس حكمًا على الوضع في الساحة اللبنانية في حال انقطعت الإمدادات العسكرية واللوجستية التي كانت تعبر العراق باتجاه سوريا وصولًا إلى لبنان، وهذا الأمر سيرخي بظلاله على اللوحة العسكرية التي ثبتها المحور الإيراني بمشاركة الروس على الساحة السورية، مع الإرباك الذي يعيشه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد مقتل قائد قوات “فاغنر” يفغيني بريغوجين في قلب موسكو وتعددت الروايات حول الطرف المنفذ. هذه الأحداث ستشكل عاملًا إيجابيًا بالنسبة لتحرك الجيش الأميركي لا سيما وأنه يعزز تمركزه في المناطق القريبة من الحدود العراقية السورية، إن في قاعدة “عين الأسد” أو في قاعدة “حرير” القاعدة الجوية الخاصة بالقوات الأميركية في أربيل والتي انطلقت منها العملية السرية التي أدت إلى مقتل أمير تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي والأقرب للحدود الإيرانية .

ويختم المصدر كلامه بالتأكيد أن التحركات والحشد الأميركي العسكري واللوجستي لا يبدو أنه يأتي من فراغ، وأنّ أي عمل عسكري قد تقوم به هذه القوات سيطال أهدافًا محددة وهو ما سيكون له انعكاساته على القوة العسكرية التي تتحكم بالساحة السورية وعلى رأسها “حزب الله” الذي يعيش أزمة في الداخل اللبناني بعد سلسلة أحداث أظهرت مدى الإرباك المسيطر على حركته السياسية، إن على صعيد توجيه أصابع الاتهام له بقتل أحد الكوادر الأساسية في “حزب القوات اللبنانية” والتي تزامن كشفها مع حادثة انقلاب شاحنة الأسلحة التي ذكرت إحدى وسائل الإعلام العراقية أنها نقلت من العراق.

كل هذه الأحداث سترخي بظلالها على المشهد السياسي الذي سيزيد تأزمًا، مع ازدياد تراشق التهم وهو ما سينعكس على مهمة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي اقترب موعد عودته، إن لم يقطع أي عمل عسكري أميركي في المنطقة هذا المسار الذي كتب له أن يدفن منذ أن قررت فرنسا الاصطفاف إلى جانب محور “حزب الله”.