الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

يا ليت أم لقمان تحدثنا يوميا..

وكأن الداخل الى منزل لقمان سليم قد دخل الى بحر من الكتب..

ما من كتاب ممنوع عن المكتبات التي تحجب جدران المبنى القديم المرمي في حارة أريد لها أن تكون من لون واحد.

من كنبة الى أخرى تتنقل الوالدة المزدانة بتجاعيد السنين وبشعر أبيض أخاذ، تمشي وكأنها أم عريس..

تستقبل الضيوف بلكنة مصرية جميلة راقية.

تتلقى الاتصالات من كل حدب وصوب، لم تسنح لها الفرصة بعد للجلوس مع النفس واسترجاع ذكريات من وصفته بصديقها وشريكها “بالقراية”..

لم تكن تود الحديث للاعلام، لكن البركان الذي يلازمها غلبها لتطلق بأقل من ثلاث دقائق رصاصات لا تشبه رصاصاتهم الغادرة.

تتعالى أمام الكاميرا على البكاء فلا تريد للشامتين أن يتمادوا في شماتتهم، بل تريد وربما فعلت بالفعل أن تصفعهم وتوقظ فيهم ولو ذرة من الشعور.

بأقل من ثلاث دقائق قالت الشامية المصرية اللبنانية، ما يستحق التوقف عنده وتحويل مقاصده الى مجلدات.

أعطت الجميع درسا في الصبر والاحتساب والتواضع الذي يفرضه مخزون العلم لديها.

أعطتني أنا أيضا درسا وكأنها أعادتني الى صوابي بأن هنالك ما فوق “السكوب”.

أعذريني سيدتي لأنني كنت أنانيا قبل أن أدخل اليك..

كان همي أن أظهر أم لقمان الى العالم لأول مرة بعد الفاجعة، فوجدتني أصمت وأسأل باستحياء وبتنقية الكلمات كي لا أخدش جرحها العميق.

تمنيت بعد اللقاء لو تحدثنا أم لقمان يوميا، ربما يتغير وطننا، ربما تستفز ما تبقى من ضمير في المحرضين على ابادة كل من يختلف معنا بالرأي.

.. نعم هي موسوعة علمية أنجبت ثلاث موسوعات كان يمكن للبنان وللوطن العربي أن ينهل منها، لكن الانشغال بالحروب والدم والدمار، جعل الغبار يعلو هذه الموسوعات وغيرها..

أم لقمان.. لا تبخلي علينا.. لو تغيري عادة الانكفاء، فنحن بحاجة الى سماعك..