قصر بعبدا
انعقدت الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية خلفا للرئيس ميشال عون الذي سيرحل من قصر بعبدا تاركا على كاهل اللبنانيين مسيرة عهده التي تميزت بـ6 سنوات عجاف لم تسلم فيه القطاعات الخاصة والعامة من الانهيار ونتيجة يأس اللبنانيين من امكانية التغيير حاولوا الخروج من “جهنم” التي تنبأ بها رأس الجمهورية فسعوا الى الهجرة، منهم من كان له الحظ بالخروج عبر مطار رفيق الحريري الدولي، في حين اختار البعض الآخر خوض غمار البحر للعبور من جهنم الى بلدان اخرى وان كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر والتي قد تعيدهم الى الشاطئ اللبناني جثثاَ… اما البقية الباقية من الشعب اللبناني كتب عليها العيش في سجن اشبه بسجن رومية لناحية عدم توفر ابسط سبل العيش ان لناحية الطبابة والادوية التي بات اللبناني يتوسلها من الاقارب والاصدقاء من بلدان الاغتراب بسبب انقطاعها واحتكار البعض لها بانتظار ارتفاع اسعارها حتى المسكنات التي تخفف وجع الراحلين عن هذه الدنيا مفقودة اما المواد الغذائية فهي باتت تخضع للتقنين وصولا الى الخبز الذي غاب لفترة عن الموائد ودفع البعض حياتهم لتأمين بعض الارغفة وكأننا نستعيد احداث 1914 عندما عمت المجاعة قبل استقلال لبنان وفق مصادر خاصة “لصوت بيروت انترناشونال”.
وعلى الرغم من الغبطة التي تعتمر قلوب اللبنانيين بقرب انتهاء ولاية عهد “الاصلاح والتغيير” وفق المصادر ،الا ان القلق مازال يجثم على صدورهم لان طاقم الرئاسة الذي يضم المستشارين هو بخدمة رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل الذي لا يبدو انه سيقبل بالهزيمة وهو مستمر في مخططاته كي لا يخرج “من المولد بلاحمص” وهو منذ توليه رئاسة التيار وتقديمه الطاعة لعمه الرئيس عون، شكل فريقا يطلق عليه اسم “المطبخ” وابرزها الاعلامي تصدر عنه كل القرارات وهو توصيف يعتمده التيار في خلواته التي تصدر في ختامها المقررات لناحية التشكيلات الداخلية والاقصاءات التي “تغربل” المتمردين على سياسة باسيل بعضهم لاسباب داخلية تتعلق بالمناصب والبعض الآخر اصيب باحباط بعدما سقطت الشعارات التي تسببت بضربهم واعتقالهم واختفاء البعض الآخر في السجون السورية وتغييب قضيتهم عن خطاب من يدعون انهم كانوا خلف صدور القرار 1559 لان سوريا باتت خارج لبنان لكن اللبنانيين من منصارين للتيار وبعض ضباط الجيش وعناصره مازال مصيرهم مجهولا عدا الذين اكتشفت جثثهم في باحة قرب وزارة الدفاع اللبنانية.
وترى المصادر ان انعقاد الجلسة الاولى والتي اعلن عنها رئيس مجلس النواب قبل يومين من انعقادها لم تحمل البشائر الايجابية وهي مجرد “جس نبض” وحملت نتائجها رسائل متعددة للداخل والخارج كما يمكن ان تكون محاولة لتهريب الاستحقاق الرئاسي خلال الحمقة التي يعيشها المحيط من اوكرانيا وصولا الى العراق حيث المسيرات الايرانية تضرب كردستان رغم نيران المظاهرات التي تشعل الساحة الايرانية التي ستحاول سلطة الملالي قمعها مستخدمة كل انواع العنف لقمع هذه الانتفاضة التي لا تشبه غيرها.