” أطلَّ ” الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر الشاشة الصغيرة ، ليُعبِّر ، بما يُشبِه التحذير ، عن ” رفض اي شكل من اشكال التدويل ” ، مصنِّفًا إياه بانه خطر على لبنان ، ومبديًا شعوره بأن طرح فكرة التدويل هو للاستقواء .
أكثر من ذلك ، يرى نصرالله ان الذهاب بالامر الى مجلس الامن يعني ” اننا نجلب كل دول العالم الى لبنان لتحقيق مصالحها ،وهذا يخالف مصلحة لبنان ويتعارض مع مبدأ السيادة” .
إذا كان السيد نصرالله يرفض التدويل ويرفض الذهاب الى مجلس الامن ” لأنه يتعارض مع مبدا السيادة ” فماذا نسمِّي؟
قوات الطوارئ الدولية في الجنوب .
المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي نظرت في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
التدقيق الجنائي الدولي في مصرف لبنان والوزارات والإدارات.
القضاء السويسري للتحقيق في سحوبات مالية من لبنان إلى الخارج .
المساعدة الدولية في التحقيق في انفجار المرفأ .
قرض البنك الدولي لشراء لقاح كورونا .
الإستعانة بشركة المانية لأزالة عشرات المستودعات في مرفا بيروت تحتوي مواد خطرة
مؤتمر ” سيدر ”
العقوبات الاميركية التي طاولت شخصيات لبنانية .
كل هذه الملفات الآنفة الذِكر ، الجامع المشترك بينها ان مصدرها ” دَوْلي ” ، فهل كان لبنان قادرًا على رفضها؟
وحين لا يكون لبنان قادرًا على رفضها ، فهذا يعني بحكم الأمر الواقع انه يرضى بتدويلها ، وما رفض هذا التدويل سوى مكابرة لا تُقدِّم او تؤخر في حقيقة الأمور .
ثم ، اليست المبادرة الفرنسية ، منذ انفجار المرفأ ومجيئ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان ، بابًا من ابواب التدويل .
ليتعلَّم المكابرون جوهر السياسة ، جوهرها الواقعية والتواضع،اما مخاطبة الناس بفوقية على قاعدة :
اما خطابات على طريقة ” أيها الناس ،إسمعوا وعوا ” لأشهر خطباء العرب أيام الجاهلية ” قس بن ساعدة الانصاري ” فإنها لا تقدم او تؤخر بشيء
” التدويل ماشي ” وليس بالخطب يتم إيقافه .