الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إذا لم يكن هذا " تدويلًا " فكيف يكون " التدويل "؟

” أطلَّ ” الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر الشاشة الصغيرة ، ليُعبِّر ، بما يُشبِه التحذير ، عن ” رفض اي شكل من اشكال التدويل ” ، مصنِّفًا إياه بانه خطر على لبنان ، ومبديًا شعوره بأن طرح فكرة التدويل هو للاستقواء .

أكثر من ذلك ، يرى نصرالله ان الذهاب بالامر الى مجلس الامن يعني ” اننا نجلب كل دول العالم الى لبنان لتحقيق مصالحها ،وهذا يخالف مصلحة لبنان ويتعارض مع مبدأ السيادة” .

إذا كان السيد نصرالله يرفض التدويل ويرفض الذهاب الى مجلس الامن ” لأنه يتعارض مع مبدا السيادة ” فماذا نسمِّي؟

قوات الطوارئ الدولية في الجنوب .

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي نظرت في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري .

التدقيق الجنائي الدولي في مصرف لبنان والوزارات والإدارات.

القضاء السويسري للتحقيق في سحوبات مالية من لبنان إلى الخارج .

المساعدة الدولية في التحقيق في انفجار المرفأ .

قرض البنك الدولي لشراء لقاح كورونا .

الإستعانة بشركة المانية لأزالة عشرات المستودعات في مرفا بيروت تحتوي مواد خطرة

مؤتمر ” سيدر ”

العقوبات الاميركية التي طاولت شخصيات لبنانية .

كل هذه الملفات الآنفة الذِكر ، الجامع المشترك بينها ان مصدرها ” دَوْلي ” ، فهل كان لبنان قادرًا على رفضها؟

وحين لا يكون لبنان قادرًا على رفضها ، فهذا يعني بحكم الأمر الواقع انه يرضى بتدويلها ، وما رفض هذا التدويل سوى مكابرة لا تُقدِّم او تؤخر في حقيقة الأمور .

ثم ، اليست المبادرة الفرنسية ، منذ انفجار المرفأ ومجيئ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان ، بابًا من ابواب التدويل .
ليتعلَّم المكابرون جوهر السياسة ، جوهرها الواقعية والتواضع،اما مخاطبة الناس بفوقية على قاعدة :

اما خطابات على طريقة ” أيها الناس ،إسمعوا وعوا ” لأشهر خطباء العرب أيام الجاهلية ” قس بن ساعدة الانصاري ” فإنها لا تقدم او تؤخر بشيء

” التدويل ماشي ” وليس بالخطب يتم إيقافه .