الجمعة 18 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأزمة الأوكرانية تضع لبنان في الثلَّاجة

مَن يجول على معظم مصادر الأخبار والمعلومات وشبكات التلفزة العالمية، يجد أن روسيا وأوكرانيا تملآن الشاشات ووكالات الأنباء وحتى مواقع التواصل الإجتماعي، ولا مكان لأي خبر عن أي بلدٍ آخر.

هذا منطقي، لأن الكثير من المصالح الدولية باتت مرتبطة بما ستؤول إليه نتيجة هذا الكباش الدولي بين روسيا من جهة والولايات المتحدة الاميركية وحلفائها الأوروبيين، على ارض أوكرانيا.

ماذا يعني لبنان من هذا الصراع؟ هناك جانب سياسي، وجانب اقتصادي. في الجانب السياسي، سينحسر الاهتمام الاميركي الاوروبي (ولا سيما الفرنسي) بلبنان، لأن الخطر الداهم على أوكرانيا يضع الازمات الأخرى، وبينها الازمة اللبنانية على الرف أو في الثلاجة.

هذا الواقع سيئ جدًا بالنسبة إلى لبنان لأن كل فرص التحسن فيه مرتبطة بالدول الغربية وبالهيئات والمؤسسات الدولية، وفي طليعتها صندوق النقد الدولي.

يقول مصدر ديبلوماسي لـ”صوت بيروت انترناشونال”: إن “إحدى مشاكل لبنان أنه لا يعرف تلقف الفرص والإهتمام الدولي به”، ويعطي هذا المصدر عدة امثلة على ذلك فيقول: “بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان مرتين، ووعد بزيارة ثالثة قبل نهاية 2020، ذا ما حقق لبنان بعض التقدم، اقترب موعد الزيارة الثالثة، علَّق ماكرون زيارته بسبب صابته بفيروس كورونا ولكن حتى بعد تعافيه، لم يطرح موضوع الزيارة الثالثة، في موقف ممتعض منه على التقصير اللبناني في انجاز الحد الادنى الذي من شأنه تحريك العجلة المالية والاقتصادية.

اليوم لبنان أمام المشهد التالي:

الولايات المتحدة منهمكة بالأزمة المستجدة بين روسيا واوكرانيا، وقبل ذلك كانت منهمكة، ولا تزال، بمحادثات فيينا عن حياء او عدم إحياء الإتفاق النووي الإيراني.

فرنسا، التي لديها انتخاباتها الرئاسية، منهمكة أيضًا بمحاولة التوسط بين الرئيس الاميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.

فبناءً على كل ما تقدَم، يرجَّح ان يوضع لبنان في الثلاجة لأن الأولوية انتقلت إلى مكان آخر، لا بل إلى أمكنة أخرى، ومع هذا التجميد تصبح الخطط المطلوب وضعها، من خطة التعافي الاقتصادي إلى الخطط الإصلاحية، في خبر كان.