الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

التهريب و"فائض القوة" لدى المهرِّبين

أمس السبت مرَّ “اليوم العالمي لمكافحة المخدرات” كأنه أي يوم عادي خصوصًا في لبنان الغارق في ملفات لا عدَّ لها ولا حصر. ومع ذلك أبَّى المهرِّبون إلا أن يُذكِّروا اللبنانيين بـ “مآثرهِم”.

أحدث هذه “المآثر” أن السلطات السعودية أحبطت محاولة لتهريب 14.4 مليون قرص مخدر مصدرها لبنان.

الشحنة الهائلة مؤلفة من أقراص ” امفيتامين ” المخدِّر كانت مخفية داخل شحنة ألواح حديدية قادمة من لبنان.

هذه الشحنة -الفضيحة ضبطتها السلطات السعودية بعد شهرين على إحباط محاولة تهريب 2.466.563 قرص إمفيتامين مخدر أيضًا، كانت مخفية داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان. وعلى إثرها اتخذت المملكة قرارًا
في 23 نيسان الفائت قضى بمنع دخول الفواكه والخضروات اللبنانية أو عبورها من أراضيها، بعد ازدياد استهدافها من قِبل مهربي المخدرات التي مصدرها لبنان أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، في وقتٍ لم تُقدِّم السلطات اللبنانية ضمانات عملية وموثقة لوقف تهريب المخدرات الممنهج إلى المملكة.

وفي معلومات خاصة بـ “صوت بيروت انترناشونال” أن هناك تقارير استخباراتية عربية وأجنبية بدأت تتحدث عن أن لبنان أصبح في الآونة الاخير وبغطاء من بعض قوى الأمر الواقع معبرا وممرا لعصابات اجرامية دولية تمتهن تهريب المخدرات ،وتبييض الأموال، والاتجار بالبشر مقابل حصص مالية.

لم يقف المهرِّبون عند حد، في ظل شعورهم بتراخي السلطات اللبنانية او على الاقل عدم فاعليتها، أو على الاقل بسبب حرج هذه السلطات تجاه المهرِّبين الذين يتمتعون بفائض قوة يجعلهم لا يهابون السلطات اللبنانية، بل استمروا في خططهم ومحاولات تدمير الدول عبر تدمير شبابها ومجتمعاتها، فكانت الفضيحة الثالثة من خلال شحن اربعة أطنان من مخدر الحشيش مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا، ومنها كان يُفترض أن تنتقل إلى المملكة، لكن المساعدة والتعقب من الأجهزة السعودية احبطا العملية، وقُدِّرَت قيمة الشحنة المضبوطة بـ33 مليون يورو.

عمليًا، إن قائمة المضبوطات من المخدرات من لبنان إلى المملكة منذ بداية 2020 إلى نيسان 2021، هي التالية: داخل شحنات العنب 40.986.500 حبة مخدرة، داخل شحنات الرمان 7.849.963 حبة مخدرة، داخل شحنات التفاح 4.335.000 حبة مخدرة، داخل شحنات البطاطس 6.480.000 حبة مخدرة. واخيرًا، وربما ليس آخرًا، الشحنة داخل الالواح الحديدية.

هنا يسأل المعنيون : أإلى هذه الحد تبدو الاجهزة في لبنان عاجزة عن ضبط الشحنات؟

تجيب مصادر على اطلاع على الملف: الاجهزة اللبنانية قادرة على رصد الشحنات وتتعاون مع الاجهزة الخارجية، ما يُسهِّل ضبط هذه الشحنات في الخارج، لأن ضبطها في الداخل ربما يُسبِّب متاعب لبعض الأجهزة هي في غنى عنها.
وتختم هذه المصادر: المهم النتيجة، والنتيجة حتى الآن، مقبولة، خصوصًا ان المهرِّبين باتوا يُدركون أن الغطاء السياسي رُفِع عنهم، والمسألة مسألة وقت.