الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الجبهة الجنوبية قد تنتشل "التيار البرتقالي" من انكشاف شعبيته في البلديات

لم تنجح مقولة “الثالثة ثابتة” على صعيد الاستحقاق البلدي والاختياري، إزاء المعطيات التي تشي بحتمية تأجيل هذا الاستحقاق للمرة الثالثة قبل انقضاء المهلة التي حددت يومها بسنة كحد اقصى حتى 31 مايو/أيار من العام الجاري دون تحديد موعد جديد لإجرائها.

منذ العام 2016 المحطة اليتيمة للانتخابات البلدية وصناديق الاقتراع تنتظر المرشحين والناخبين للمشاركة في التغيير على صعيد المجالس البلدية المحلية، التي شكلت لردح من الزمن، الملاذ لأبناء البلدات والقرى في ظل غياب شبه كلي لمؤسسات الدولة نتيجة الفراغ الذي ضرب هيكليتها وباتت معظم المراكز تدار بالإنابة في حال تضمنت النصوص القانونية هذا الاجراء ، ما خلال كرسي رئاسة الجمهورية الذي مازال فارغاَ وجعل الجمهورية بلا رأس.

الاستحقاق البلدي بات حاجة ضرورية للتغيير لاسيما وأن العديد من البلديات عصفت بها الخلافات فانحلت مجالسها وانتقلت صلاحياتها الى القائمقام وهذا ما يؤثر على سير العمل ضمن البلدات والقرى نتيجة الروتين الإداري الذي يؤخر انهاء المعاملات التي تتراكم في مركز القائمقامية وغيرها من المعاملات الإدارية والأموال التي تجبى ليعاد توزيعها على صناديق البلديات.

اليوم مع اقتراب هذا الاستحقاق الذي أرجئ اكثر من مرة بحجج مختلفة بعضها ثابت ابرزها عدم توفر الأموال اللازمة لإجرائها، لوجستية لناحية صعوبة تنظيمها في ظل الازمة الاقتصادية والسياسية واليوم أضيف لها الوضع الأمني في الجنوب اللبناني نتيجة القصف الإسرائيلي الذي دمر جزءا كبيرا من بلدات الشريط الحدودي.

مصدر متابع لهذا الاستحقاق يرى أن الوضع في الجنوب لا بد من أن يشكل عائقاَ أمام هذا الاستحقاق في هذه المناطق، إلا أن هناك العديد من الاقتراحات وضعت على طاولة البحث وأبرزها الاقتراح الذي تقدم به قائد القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع بحصر التأجيل بالمناطق الجنوبية لحين هدوء الأوضاع.

لكن الأمر وفق المصدر أنه معد له منذ التأجيل الأول والثاني بالحجج التي ذكرناها سابقاَ، إلا أن الحقائق تكمن في مكان آخر وترتبط بتخوف بعض القوى من تجرع كأس الانتخابات النيابية الأخيرة التي أقصت العديد من الأحزاب التي حجزت مقاعدها في البرلمان نتيجة دورانها في فلك النظام السوري قبل خروجه من لبنان ولاحقاَ نتيجة التحالفات بين محور الممانعة التي تفرض عدم اضمحلال قوة “التيار الوطني الحر” الشعبية التي بدأ انحدارها منذ ما بعد انتخابات 2005 وبعد وصول الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، إلى أن شكلت الانتخابات الأخيرة المحطة التي حاول فيها “حزب الله” اقصاء العديد من حلفائه لمنع ضمور كتلة “التيار”.

يدرك رئيس “التيار” الوزير السابق جبران باسيل أن وضعه ليس على ما يرام بعدما خسر العديد من أوراق الضغط التي يملكها في ظل انشغال “حزب الله” بالوضع الجنوبي والتغييرات في المنطقة، حيث بات الشأن السياسي الداخلي على هامش اهتماماته دون ان يدير ظهره “للتيار” مهما علا صراخه تجاه انخراط الحزب في المعارك بين إسرائيل وحماس من خلال ما سمي “بالمشاغلة” عند الجبهة الجنوبية وهذا ما تبين بشكل واضح وجلي، من خلال الزيارة التي قام بها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد للرئيس السابق ميشال عون.

في المحصلة تفرض المصالح المشتركة بين الفريقين على صعيد المكاسب السياسية والمواقع الحساسة في الدولة نفسها على هذه العلاقة وتحتم البقاء على شعرة معاوية بين الحليفين.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال