السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الجمهورية اللبنانية.. انتهى عهدٌ "فارغ" و بقي "الفراغ"

ست سنوات من النفاق و الكيدية السياسية انتهت برحيل جنرال الأوهام من القصر الرئاسي و اندثر معه أسوأ عهد مرَّ في التاريخ اللبناني، نعم، رحل بي الكل و لكنه لم يأبى ان يرحل الا مع اعلان انطلاق الأزمة الدستورية والتشريعية المفتوحة، فاتحا وراءه باب “المواجهة السياسية و الدستورية الخطيرة” متعمداً أن يزيد الفراغ فراغاً…

“يا فرحة ما تمت”..

من استلم المنصب الرئاسي من شبح الفراغ الدستوري من الطبيعي ان يسلّم البلد إلى ذات “الشبح”، و من عطل بلد برمته من اجل “كرسي” أفرغه من مضمونه، بالتأكيد سيعيد الكرّة ذاتها.

“بسابقة” هي الأولى في تاريخها و عقب انتهاء ولايته، ما فعله رئيس الجمهورية هو إدخال البلاد في الفراغ الدستوري، بالرغم ان “اليمين” الذي يقسم عليه رئيس الجمهورية المنتخب هو الحفاظ على حتمية احترام مبدأ “سمو” الدستور و تطبيقه، لم يكتفي عون بايصال ⁧‫لبنان‬⁩ الى جهنم فقط بل اوصله الى قعر جهنم بعد انتهاء ولايته واقالة الحكومه تاركاً البلد بدون رئيس حكومة.

توقيعُ الرئيس السابق ميشال عون مرسومَ قبول استقالة الحكومة دون إرفاقِه بمرسوم تشكيل حكومة جديدة باطلٌ بطلانًا مطلقًا و يُعتبَر كأنه لم يكُن، فهذا القرار يشكل خرقًا للدستور، خاصة المادتين ١٧ و ٦٥، و خيانة عظمى و يبرِّر، استنادًا إلى المادة ٦٠ من الدستور، إحالته على المجلس الأعلى لمحاكمته.

“تفسير ⁧‫الدستور‬⁩ غب الطلب”

امضاء مرسوم إستقالة الحكومة، التي هي اساساً مستقيلة نكد وكيدية سياسية ولزوم ما لا يلزم.. فلا قيمة قانونية أو دستورية لإصدار مرسوم إستقالة الحكومة من رئاسة الجمهورية بل هذه الخطوة اتت لخدمة مصالح عون ومصالح صهره بعد نهاية العهد، ليفاقم عبرها أزمة الفراغ والنزاع الداخلي في البلاد.

فالحكومة اكانت مستقيلة او جديدة او حتى حكومة تصريف لعمال ستتولى صلاحيات الرئاسة ⁧‫”وكالة‬⁩” بتوقيع عون او من دونه، و بحسب الخبراء الدستوريين أن حكومة تصريف الأعمال -حكومة الميقاتي- هي حكومة شرعية تستطيع استلام صلاحيات رئيس الجمهورية بعد الفراغ الدستوري لحين انتخاب رئيساً للبلاد، و توقيع استقالتها خطوة لا تقدّم ولا تؤخّر لأنّ الحكومة مستقيلة أصلًا وحدود صلاحيّاتها تصريف الأعمال لتأمين تسيير المرفق العام.

انتهت قصة “بي الكل” الذي جاء من فراغ رئاسي استمر سنتين و نصف طمعا بالرئاسة ها هو يعود الى قصوره و الشعب اللبناني يعيش الذل و الفقر و الجوع متوجاً نهاية عهده باستكمال الفراغ من خلال إقالة الحكومة محاولا تعويم نفسه بشكل قسري، نعم هو ميشال عون، الرئيس السابق بلا اي اسف.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال