الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"الحزب المعطِّل" أفعل من "الثلث المعطِّل"

ما من عاقل قادر على أن يُصدِّق أن انتظارًا لاثني عشر شهرًا مع الرئيس المكلَّف المعتذِر، وشهرًا ونصف شهر مع الرئيس المكلَّف المُشكِّل، أنتجَ حكومةً مسخًا، لا هي ” حكومة مهمة ” كما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تكون، ولا هي حكومة اختصاصيين كما طالب بها المجتمع الدولي، إنها، ومن دون لف ودوران، حكومة محاصصة بامتياز ” ومَن دخلَ السوق باع واشترى”.

فالرئيس نجيب ميقاتي اصرَّ على أن يكون وزير الداخلية من مدينته، عاصمة الشمال، طرابلس، لأن الحكومة “حكومة انتخابات “، وموعد الإنتخابات في الثامن من ايار المقبل.

ورئيس الجمهورية اصرَّ على أن يكون وزير الطاقة من حصته، للمحافظة على استمرارية التيار في الوزارة: من الوزير جبران باسيل إلى الوزير سيزار أبي خليل إلى الوزيرة ندى البستاني إلى الوزير ريمون غجر، وأخيرًا وليس آخرًا ربما الوزير وليد فياض.
والرئيس بري أصر على حقيبة المالية وكان له ما أراد.

وتيار المردة اختار الوزيرين المارونيين من كسروان ليعزز الوضع الإنتخابي لحليفه نائب كسروان فريد هيكل الخازن.

هذه العيِّنة من المحاصصات لا تٌبشِّر بالخير، وتدفع الرأي العام إلى الخيبة والإحباط على قاعدة ” تمخَّض الجبل فولَد هكذا نوع من الوزراء”.

هناك طرفان مؤثِّران وراء هذه الحكومة: حزب الله، ومن ورائه إيران. التيار الوطني الحر، ومن ورائه حزب الله. إذًا حزب الله هو الذي يَحكم، اما عدا ذلك فإلهاءٌ للناس.

على سبيل المثال لا الحصر، بصرف النظر عما إذا كان هناك ثلث معطِّل او لم يكن هناك ثلث معطِّل، لو شاء حزب الله تعطيل الحكومة، فمَن يقف في طريقه؟ “رهطٌ من القمصان السود” قادرٌ على تعطيل الحكومة.

الجوهر في الموضوع انه منذ 7 ايار 2008، لم يعد هناك حكومة تجرؤ على مخالفة مشيئة حزب الله، سرًا او علنًا، مواربةً أو مباشرةً.

ويتذكَّر المخضرمون ان حكومة الرئيس ميقاتي الثانية جاءت على أنقاض حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2011 ، حين دخل للقاء الرئيس باراك اوباما رئيس حكومة اصيلًا ، واثناء اللقاء أعطي قصاصة ورق ان حكومته سقطت باستقالة احد عشر وزيرًا منها، حتى الوزير الملك الذي كان محسوبًا على الرئيس ميشال سليمان، قرا بيان استقالته في الوكالة الوطنية للإعلام، وفوجئ بما قرأ لنه لم يكن على عِلمٍ به، لكن كان هناك مَن “استقاله” ليُكمِل استقالة الثلث زائدًا واحدًا ولتسقط معها الحكومة.

حزب الله قادر على تكرار هذا السيناريو من دون حرج، وعليه فإن “الثرثرة السياسية” وترف الجدل ان ليس هناك ثلثًا معطِّلًا، هو هراء وكلام في الهواء، وثرثرة في غير مكانها.