الثلاثاء 7 شوال 1445 ﻫ - 16 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحكومة اللبنانية.. ولادة من الخاصرة

بين اللامبالاة بمآسي الناس وعدم الكفاءة او الرغبة في إيجاد حلول للأزمات المتعاقبة على البلاد و العباد و ركود المشهد السياسي في المدار الضبابي يصر “البعض” على اكمال الاستحقاق الحكومي كمسار تأسيسي للفراغ المحتم وتمديد لحكم هذه الإدارة السياسية، هل سيتم ⁧‫تشكيل حكومةُ قبل انتهاء ولاية ⁧‫الرئيس عون‬⁩؟

من المرجح ان تبصر الحكومة العتيدة النور الاسبوع المقبل، فحزب الله لا يزال على مواقفه الحاضة و الجدية من أجل الوصول الى التأليف، خصوصا ان الوقت ضيق، و الضغط في اتجاه الوصول الى تأليف حكومة كاملة المواصفات تتولى المهمات ابان الشغور الرئاسي، من أجل تأمين مستوى مقبول من الاستقرار السياسي والاداري لتسيير مصالحه، وضمان حد من الاطمئنان الى عدم تفلت فوضى وما شابه، فيما لم يُنتخب رئيس بما يخدم محوره.

و في آخر تطورات ملف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، الاجتماعات مستمرة بين الوسطاء وكل من الرئيس المكلف وباسيل و المسعى الجدي قائم ومستمر وبزخم من اجل تشكيل الحكومة، حيث ان كثفت الاتصالات التي يقودها حزب الله و اعوانه لرفع الحواجز بينَ عون وفريقه من جهة ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من جهة أخرى.

و عليه ان تشكيل الحكومة مرهون بتعاون فريق العهد مع ميقاتي كما منح التيار الوطني الحر الثقة للحكومة من عدمه، و اذا كان المنحى ايجابيا للاتصالات فسوف يتم تعديل اسمَين لحقيبتَين في الحكومة الحالية، او تعديل ستة اسماء لستّ حقائب، ثم تتبلور الصيغة الحكومية المعدلة و يكون السياق الدستوري بما فيه الثقة اكتمل.

اما الغاية الأساسية من تحريك التأليف في هذه المرحلة، وبعد فترة من التراخي والتعطيل المتعمّد هي محاولة ملء مسبق للفراغ الرئاسي قبل حصوله اعتباراً من 1 تشرين الثاني المقبل، وخصوصاً في ظل تصاعد الحديث عن امكانية “الشغور الرئاسي” والوصول الى جدل دستوري حول صلاحية حكومة تصريف الاعمال وتسلمها مهام الرئاسة.

خلاصة ما سبق، ان التفاهم بين الرئيسين ⁧‫عون و ميقاتي بمباركة حزب الله على تشكيل الحكومة ، مؤشر على ان الفراغ تحصيل حاصل، و الجميع يدرك ان الاطياف اللبنانية عاجزة عن انتاج رئيس صنع بلادهم وعليه مطلوب اليوم تمرير المرحلة عبر تعديل الحكومة الحالية، وانتظار التفاهمات الدولية والإقليمية.

ايام معدودة تفصلنا عن انتهاء العهد الذي اوصل الدولة الى الاهتراء على كافة المستويات ابرزها استحقاقاته الدستورية، وخيبات الامل تتوالى من إمكانية تعافي البلاد وخروجه من ازماته خاصة و ان العهد المشؤوم يأبى ان يغادر دون ان يترك بصماته على مزيد من الماسي والويلات.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال