الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحكومة تقف على "شعرة"... أديب يعمل بسرية تامة

ينطلق الرئيس المكلف مصطفى أديب في عمله من الاجماع الذي حصل على تسميته، وهو يسعى الى تفكيك كل الألغام الحزبية، وينتظر مطالب كل فريق، وبما انه لم يغص بعد بلعبة تقسيم الحقائب واختيار الاسماء، فهذا يعني ان التشكيل لم يوضع بعد على الطريق الصحيح.

مصادر مطلعة على ملف تشكيل الحكومة تؤكد لموقع “صوت بيروت انترناشونال” ان هناك فكرة لدى أديب، تقوم على اجراء مداروة في الحقائب، ولكن الثنائي الشيعي رفض المسّ بوزارة المالية على اعتبار أن للحقيبة بعد ميثاقي، يتمثّل في “التوقيع الثالث”. فبالنسبة للثنائي الشيعي، باتت حقيبة المالية، ذي اهمية كبرى، تكتسب أهميّتها من الصلاحية التي تعطيها في تعطيل اي وزارة. ويبدو ان موضوع المداورة سيسقط والرئيس المكلف يتخبط في هذا الاطار.

على خطّ مواز، تشير المصادر الى ان أديب لم يحسم حتى بعد شكل حكومته واذا ما كانت ستكون من 20 وزيرا او من 16 اي حكومة مصغرة، لانه ينتظر المطالب. فالرجل يدرك أنه يشكل حكومته بالطريقة التقليدية، ولا يمكن له مثلا أن يشكلها وحده ويعلن اسماءها. فهو على دراية تامة، أنه لن يأخذ ثقة مجلس النواب ما اذا شكّلها وحده من دون تواصل مع الكتل النيابية، وأنه مكبل في هذا الامر.

المصادر تشدد على ان القوى السياسية لم تطلب من أديب اي شيء بالمباشر، ولكن الأمور بدأت تتبدل وهناك فرقاء بدأوا يشعرون ان هناك فريقا يريد السيطرة على الحكومة واذا كان الأمر صحيحا، او بمعنى آخر تبلور أكثر في الأيام المقبلة، فهناك فرقاء سيعطلون التشكيل عندها وسندخل في متاهة لبنان بغنى عنها. واعتبرت المصادر ان رئيس الحكومة يسعى الى تشكيل فريق عمل وليس حكومة، وهذا الفريق يريده متجانسا جدا شرط ان يكون مدعوما من الجميع لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة.

ورأت المصادر ان أديب يعوّل على الدعم الخارجي لحكومته اولا لضبط الاطراف السياسية من قبل الفرنسيين، وثانيا لبدء المساعددة من اميركا ومن العرب، والضغط لتطبيق المبادرة الفرنسية والسعي على دفع الاطراف السياسية اللبنانية لملاقاة هذه المبادرة.

وكشفت المصادر ان رئيس الجمهورية طلب من أديب توسيع الحكومة الى 24 وزيرا لكي يكون الفريق كبيرا وان يكون جميع الوزراء من الاختصاصيين.

من جهة أخرى، اشارت المصادر الى أن لقاء الرئيس المكلف مع الخليلين حصل بناء على طلب منهما، وهما سجلا امتعاضهما، تبعا للمصادر، لأن اديب كان متكتّما ولم يكشف تفاصيل ما توصّل اليه بعد أمامهما.

وتنقل المصادرعن التيار الوطني الحر انه لا يعرف ماذا يفعل أديب اليوم لأن احدا لا يعرف على اي تشكيلة حكومية يعمل، ولكن المسلم به هو ان احدا لن يتجرأ على رفض التشكيلة بسبب الضغط الفرنسي لتشكيلها، مشيرة الى أن “التيار يفكر جديا بالوقوف على الحياد كليا”.

المشهد إذا، ليس واضحا بعد، إذ أن أديب يعمل بسريّة تامة، على الأقلّ حتّى اليوم.