الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الذكرى الخامسة عشر لإضاعة سعد بوصلة و إرث الشهيد الرئيس رفيق بهاء الدين الحريري!

تحلّ الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد الرئيس رفيق بهاء الدين الحريري ولبنان بأمسّ الحاجة اليه والى حكمته ودبلوماسيته…

لبنان اليوم يبكي الرفيق أكثر من اي يوم مضى، يبكي الهامة الكبيرة التي عمّرت البلد وعلمت شبابه وحلقّت به الى فضاء الامل واذ بكل شيء ينتهي في لحظة بانفجار خبيث سرق من اللبنانيين الحلم، حطم امالهم، ليذقوا يومياً مرارة فقدان رجل دولة لن يكرره الزمن، رجل عابر للطوائف اعاد لبنان منارة الشرق قبل ان يرثه ابنه سعد ويضيّع البوصلة والارث.

لبنان بحاجة اليوم الى الرئيس الشهيد لاخراجه من مأزقه باستخدام علاقاته لاستعادة الثقة واعادته الى الخارطة السياسية،

فلو كان بيننا الان لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه من ازمات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية، فمن ساهم بإيقاف الحرب الاهلية بحركته المكوكيّة لقادة العالم، واعاد بناء البشر قبل الحجر لن يسمح ان يصل البلد الى الانهيار بعدما انتشله من الجحيم الذي كاد يقضي على الجميع… لن ينسى اللبنانيون الرفيق الذي ترك بصمته في كل شبر من لبنان… مشاريع كبرى، اوتوسترادات، مستشفيات حكومية، مطار من اهم مطارات الشرق الاوسط، اضافة الى اكبر مجمع جامعي في الشرق الاوسط، وكيف ادخل الانترنت والخليوي الى لبنان، بيروت في عهده اصبحت عاصمة الثقافة و العلم و السلام، عمل على تثبيت سعر صرف الليرة وايقاف تدهورها بعد ان وصل سعر صرفها الى 3000 ليرة، باختصار نهض الرئيس بالوطن وبشبابه، ارسى الاستقرار وساهم بجذب المستثمرين الاجانب، وغيرها الكثير من الانجازات التي لا يكفي لسردها مجلدات.

لا شك ان من اقدم على اغتيال الحريري اراد اغتيال مشروعه وحلم اللبنانيين بوطن مزدهر، وبدلاً من ان يعمل الوريث السياسي على السير بمشروع والده ومواجهة اعدائه، باع دمه ورضخ معلناً من أمام المحكمة الدولية فصل السياسة اللبنانية عن المحكمة، وعما سيصدر عنها، ومن ثم زار سوريا سنة 2009 ووضع يده بيد قاتل والده، بعدما تخلى عن خيار مواجهة “حزب الله” ومن خلفه سوريا وايران مقابل بقائه في الساحة السياسية، تحالف مع جبران باسيل، وخاض الإنتخابات النيابية الى جانبه، ليكمل طريق الرضوخ معلناً في أيلول 2018، من أمام المحكمة الدولية انه” لن نلجأ إلى الثأر… الشهداء سقطوا لحماية لبنان وليس لخرابه”.

يوماً بعد يوم يتبين للجميع ان ابن الشهيد لم يكن وفيّاً للامانة التي وضعت بين يديه وانه اضاع الطريق ومعه ارث الرفيق السياسي والمالي،

ففي السياسة كذلك ضلّ الطريق بنسجه علاقات قوية مع “حزب الله”، ومساهمته بايصال الرئيس عون الى كرسي الحكم من خلال “صفقة العهد”، ورضوخه لكل ما يطلبه منه “حزب السلاح” اضافة الى موافقته على قانون انتخابي ليس بمصلحة اهل السنّة وبعدها تسليم كرسي رئاسة الحكومة الى الحزب ليقرر من يعين ومن يبعد.

يدفع اللبنانيون اليوم ثمن فشل سياسة سعد وفساده افلاساً في خزينة الدولة وارتفاعاً في مؤشر تضخم الاسعار وعجزاً في ميزان المدفوعات وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية امام الدولار وشح الاخير من الاسواق، مع غياب الثقة الدولية بسياسيّ لبنان، ولا يقتصر الامر على فشل سعد في السياسة بل امتد الى ما اسسه والده من شركات، فافلس “سعودي اوجيه” وشاشة اهل السنة “تلفزيون المستقبل” وصحيفتهم “جريدة المستقبل”، اضافة المؤسسات والشركات الخيرية وغيرها الكثير.

اقل ما يقال انه في عهد سعد اصبح لبنان بلداً منكوباً، البطالة وصلت الى ارقام قياسية، لقمة العيش باتت حلماً،

ازمات بالجملة والمفرق عصفت باللبنانيين اقتصادية ومالية واجتماعية. اهل السنة وصلوا الى الاحباط، فقر وتهميش، على الرغم من انهم يشكلون العدد الأكبر من اللبنانيين بحسب لوائح الشطب، لذلك كله ترجموا سخطهم من سعد في صناديق الاقتراع.

في الذكرى السنوية الماضي لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري امعن سعد في كذبه خلال الكلمة التي القاها في الاحتفال الذي اقيم للمناسبة حيث قال حينها أنّ “لبنان ليس دولة تابعة لأي محور، وليس ساحة لسباق التسلح في المنطقة، بل هو دولة عربية مستقلة، لها دستور وقوانين ومؤسسات والتزامات عربية دولية، دولة أكدت على التزام النأي بالنفس، وأي أمر آخر يكون وجهة نظر لا تُلزم الدولة ولا اللبنانيين”… وكأن لبنان ليس مرهوناً لحزب الله وسلاحه وبقوة هذا السلاح سلخ من محيطه العربي ووضع في المحور الفارسي، اما النأي بالنفس فشاهده العالم اجمع في معارك الحزب بسوريا والعراق واليمن، وبعد كل النفاق الذي مارسه سعد خلال سنوات حكمه سيحاول في الذكرى الخامسة عشر( وبعدما اجبر على نقل مكان الاحتفال من “الواجهة البحرية لبيروت” الى بيت الوسط حين لمس عدم تمكنه من حشد الجماهير) تبيض صحفته واظهار نفسه انه المغلوب على امره الذي كان يريد النهوض بوطنه لكنه حورب من اعداء كثر.