" الرقص السياسي " فوق جروح المواطنين

في برنامج ” مَن سيربح المليون ” بنسختيه الاجنبية والعربية، يحق للمتسابق الاتصال بصديق في مدة زمنية لا تتجاوز الـ 30 ثانية للإجابة عن سؤال.

للاسف، حوَّل بعض السياسيين في لبنان عملية تشكيل الحكومة إلى ” لعبة ” فاقتبسوا بطريقة سمجة، وليست طريفة، شيئًا من برنامج ترفيهي، علمًا ان الشعب ليس في مزاجٍ ترفيهي بل في مزاجٍ مأسوي.

البداية كانت مع امين عام حزب الله الذي اقترح الإستعانة بصديق هو الرئيس نبيه بري. افشل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هذه الإستعانة عبر خطوتين: الأولى انتقاد موفَد الرئيس بري إلى ” البياضة “، الوزير السابق علي حسن خليل، حيث كانت تٌعقَد الإجتماعات في منزل باسيل، وذلك من خلال تسريب الدعوة إلى استبداله بمفاوضٍ آخر، ولما فشلت هذه المحاولة ، انتقل باسيل إلى ” الخطة ب ” من التفشيل، فوصف بري بأنه وسيط غير نزيه.

لكن ما فات رئيس التيار الوطني الحر هو كيفية الإتصال بالصديق، عمليًا، كيف يمكن الإتصال بنصرالله؟ رئيس التيار يُدرِك أن طلبه هو من باب المزايدة والإحراج وليس من باب الحلحلة، ويُدرِك أن ثنائي أمل – حزب الله هو أثمن من تفاهم مارمخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر ، وعليه فإن هذا ” التشاطر ” أو هذا ” التذاكي ” لن يوصِل إلى مكان يؤدي إلى تشكيل الحكومة.

ماذا يعني كل ذلك؟

إنه الدوران في الحلقة المفرغة:

باسيل يُدرِك ان حزب الله لن يتخلى عن الرئيس نبيه بري، فلماذا إذا هذا الإقتراح الذي وُلِد ميتًا؟ وما هي الحكمة من اللعب في الوقت الضائع؟

في معلومات خاصة بـ ” صوت بيروت انترناشونال” أن ” توافقًا غير معلَن بين أطراف التأليف ” لأن لا أحد منهم يناسبه تشكيل الحكومة في الوقت الراهن، بصرف النظر عن معاناة الشعب بسبب هذا الاستهتار واللامبالاة .

فايُّ تشكيل للحكومة اليوم سيضعها في مواجهة الراي العام وسيؤدي إلى خسارتها شعبيًا فيما اركانها في وضع انتظار استحقاق الانتخابات النيابية التي يثتوقَّع ان تكون مفصلية في ايار المقبل.

ولذا ، تتابع مصادر المعلومات لـ” صوت بيروت انترناشونال “، فإن الوضع الانسب بالنسبة إلى الطبقة السياسية، هو الإبقاء على الحال كما هي عليه ولو على حساب آلام الناس وحاجاتهم وعوزهِم .