الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

السلطة التي تؤمِّن الإنتخابات السورية حَريٌّ بها تأمين الإنتخابات اللبنانية

عشية فتح صناديق الإقتراع في سفارة النظام السوري في اليرزة، تلقى سفير هذا النظام في لبنان، علي عبد الكريم علي، تطمينات من السلطات اللبنانية بأنها قادرة على تأمين الظروف الملائمة للإقتراع في لبنان. وفعلًا، عشرات الآلاف من النازحين السوريين في لبنان مارسوا  حقَّهم” في الإقتراع، كما ان الموالين للنظام قاموا بعمليات استفزاز حتى قبل اسبوعين من يوم الإنتخابات، بدليل أنه في الثالث من أيار الحالي، جالت مسيرات مؤيدة لرئيس النظام السوري في جبل محسن بطرابلس، وردد المشاركون فيها “الله سوريا بشار وبس”، ما أثار غضب الناشطين الذين وصفوها بـ “مسيرات تشبيح”.

المهم ان كل هذه الإستفزازات كانت تجري تحت نظر السلطات اللبنانية التي لم تحرِّك ساكنًا، وتركت مؤيدي النظام السوري يسرحون ويمرحون ويستفزون من دون حسيب او رقيب.

ولم يكتفِ المؤيدون بالقيام بالإستفزازات بل عمدت أحزاب لبنانية مؤيدة للنظام السوري إلى الضغط على النازحين ليتوجهوا الى السفارة وينتخبوا، مستغلين أوضاع الكثيرين منهم غير القانونية إذ لا يحملون إقامات ويحتاجون إلى تسوية اوضاعهم في السفارة السورية، تحت طائلة الترحيل او الإعتقال.

مع ذلك لم تنجح كل محاولات الترهيب والترغيب حيث لم يقترع سوى قرابة الخمسين الفًا من اصل مليون تقريبًا.
على رغم كل هذه الجهود فإن معظم دول العالم اعلن أنه لن يعترف بنتائج هذه الإنتخابات فيما لم يدعمها سوة قلة قليلة من الدول أبرزها إيران وروسيا.

لكن الاهم في ” الشق اللبناني ” من هذه الإنتخابات هو المفارقة الفاقعة التالية:

كيف تؤمِّن السلطات اللبنانية الإنتخابات السورية في لبنان، ولا تؤمن الإنتخابات اللبنانية في لبنان؟

السلطات اللبنانية مُطالبة بإجراء الإنتخابات النيابية الفرعية منذ شهور، لكنها لم تقم بواجباتها تحت الف حجة وحجة، فحينًا الحجة تفشي كورونا ، وحينًا آخر الأوضاع الامنية!

اليست الخشية من كورونا تنطبق أيضًا على السوريين في لبنان؟

اليست الاوضاع الأمنية تنطبق عليهم ايضًا؟

تامين السلطات اللبنانية للإنتخابات السورية كشف ان رفض إجرائها الإنتخابات اللبنانية ناجمٌ عن خوفها من صناديق الإقتراع التي لن تصب لمصلحة السلطة ومَن يوالونها، وهذا ما تؤكده الإستطلاعات الموثوقة ، فتنكشف باكرًا وقبل سنة من موعد الانتخابات النيابية العامة، لكن إلى متى ستبقى تعتمد سياسة الهروب إلى الأمام وسياسة التهرب من صناديق الإقتراع؟

وهذه المرة لن يكون التهرب من إجراء الإنتخابات متاحًا لأن الدول الفاعلة والمنظمات الدولية بالمرصاد لأي محاولة تلكؤ عن إجراء الإنتخابات، والثمن سيكون مُكلِفًا والعقوبات ستكون موجعة.