الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الشركات تصارع الموت... الإقفال أو الإفلاس

في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وبعد انتهاء الحرب وبدء مرحلة إعادة الإعمار، بدأت الشركات والوكالات العالمية تفتح فروعًا لها في لبنان، والقديم منها يعيد فتح أبوابه في لبنان، من هذه الشركات والوكالات، شبكة مطاعم ” ماكدونالز ” العالمية، ويتذكَّر مَن عايشوا تلك المرحلة أنه بعد الافتتاح كانت طوابير السيارات تمتد لأكثر من كيلومتر لشراء وجبة سريعة من “برغر” وغيره من منتوجات تلك الماركة العالمية. لم تكن المسألة مسألة تذوق هذه الوجبة بل كانت تعبيرًا عن ان اللبناني فَرِح بتذوق مطبخًا عالميًا كأنه في نيويورك او واشنطن او باريس او لندن.

لماذا هذه المقدمة؟

لأنه بعد ثلاثين عامًا على هذا “الحدث”، تتوالى الاحداث ولكن بشكل معاكس:

شبكة المطاعم العالمية “بيتزا هات” للوجبات السريعة تعلن اقفال جميع فروعها في لبنان. الإعلان جاء بواسطة “بوست” مؤثِّر على صفحتها على “فايسبوك” ختمته على الشكل التالي:  منشكركن من كل قلبنا على محبتكن إلنا من سنين، وعاللحظات يللي ما بتنتسى.. خلوا هالذكريات الحلوة ببالكن.. شي نهار، رح نرجع نعمل ذكريات أحلى” .

الإقفال ليس خبرًا عاديًا لأن “بيتزا هات” تمتلك ثلاثة عشر فرعًا في لبنان، وإذا افترضنا ان كل فرع لديه عشرون عاملًا، فهذا يعني ان مئتين وستين عاملًا اصبحوا عاطلين عن العمل، اي مئتان وستون عائلة، هؤلاء كيف يؤمنون مصروفهم، ماذا عن مدارس اولادهم وجامعاتهم وادويتهم وأكلهم وملبسهم؟

إنها مأساة جديدة.

لا تقف المآسي عند هذا الحد:

فلقد بدأت شركة LG للإلكترونيات بتسريح موظفينها استعدادًا لأقفال فروعها وصالات عرضها في لبنان، ويأتي القرار بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى زيادة الخسائر المادية للشركة.

وبعد هذا الإقفال الذي اقترب، يكون عشرات العمال والمهندسون في الشركة قد اصبحوا في الشارع لينضموا إلى الآلاف ممن فقدوا وظائفهم واعمالهم.

ماذا بع ؟ لا احد يخاطر بتقديم جواب، لكن ما هو مؤكد ان الإقفال هو القاعدة والصمود هو الاستثناء.

“بيتزا هات” و “LG ” استحوذتا على ضجة لأنهما شركتان عالميتان، لكن ماذا عن الشركات والمؤسسات المحلية الصغرى التي لا احد يسمع بمصيرها؟

للاسف، لقد حصل الإرتطام بالأرض وكان مدوِّيًا، اما الحكام والمسؤولون و” المُكلَّفون” فيبدو انهم غافلون أو مغفَّلون ، والنتيجة واحدة: البلد على ايامهم إلى مزيدٍ من الانهيار.