السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

العماد ميشال عون لا يُحِب الحكومات

ليل 22 – 23 ايلول 1988، وفي الربع الساعة الأخير من انتهاء عهد الرئيس أمين الجميل، وبعد تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية خلفًا للجميل، صدر مرسوم بتعيين المجلس العسكري في الجيش اللبناني كحكومة انتقالية.

فور صدور المرسوم، أعلن ثلاثة من أعضاء المجلس العسكري، المؤلف من ستة اعضاء، رفضهم للحكومة العسكرية، لكن رئيسها العماد ميشال عون، والوزيرين عصام أبو جمرا وادغار معلوف، تولوا السلطة على رغم استقالة نصف اعضائها، والحقائب الوزارية التي تولاها الوزراء المستقيلون، توزعها عون وابو جمرا والمعلوف.

” حكومة الثلاثة ” ارتاح لها العماد عون فهو لا يهوى اجتماعات أكثر من هذا العدد:

فبعد تعيينه رئيسًا للحكومة العسكرية، وبعد مرور اربعة أشهر على وجوده في القصر الجمهوري، وفي أحد المؤتمرات الصحافية، سأله له صحافي فرنسي عما إذا كان يريد أن يكون رئيسًا للجمهورية، فأجابه العماد عون بسخرية:

” أنا أقوى من رئيس جمهورية، أنا رئيس وستة وزراء.

je suis plus fort qu’un president, je suis president et six ministers”
فعلًا كان عون يحمل ستة حقائب :

فبالاضافة إلى رئاسة الحكومة، كان يحمل حقائب الداخلية والدفاع والخارجية والتربية والإعلام. حصل ذلك لأن الوزراء محمود طي ابو ضرغم ومحمد نبيل قريطم ولطفي جابر اعتذروا عن عدم قبول ان يكونوا أعضاء في الحكومة.

العماد ميشال عون يحن إلى تلك المرحلة، يستعيض عن جلسات مجلس الوزراء بجلسات المجلس الأعلى للدفاع، مع علمه الأكيد ان المجلس الأعلى للدفاع يرفع توصيات إلى مجلس الوزراء ولا يتخذ قرارات، ومع ذلك يستمر في الإمعان في الخطأ.
بعد سنة من المجادلة والمماطلة، هل نزل الوحي على المعنيين بالتشكيل ، فبدأوا العمل جديًا على التشكيل: السوابق لا تشي بالخير، فكم من مرة مع ” المكلَّفين السابقين ” عُمِّمَت أجواء إيجابية، ليكتشف الجميع ان التفاؤل المعمَّم ليس سوى سراب.

ماذا تبدَّل اليوم ليُصبِح ممكنًا ما كان مستحيلًا؟

تذكَّروا دائمًا: الرئيس عون لا يُحب الحكومات، وإذا أحبها يكون: ” مُكرهٌ الرئيس لا بطل”.