الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اللواء الحسن.. "وسامٌ" على صدرِ الحقيقة

مرَّت الذكرى التاسعة لاغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن بصمت، وكأن مرور السنوات يُضعِف الذاكرة في المحطات الأساسية عن شخصيات كانت لها بصمة في مساراتٍ معيَّنة من تحقيقات وغيرها.

اللواء وسام الحسن دفع ثمن توصله إلى الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من خلال فرع المعلومات الذي كان على رأسه، ولاسيما مع الرائد الشهيد وسام عيد الذي توصَّل إلى نتيجة لا تحتمل أي شك وهي “تلازم الخطوط الخليوية”، بمعنى كشف الأرقام التي يتكلم اصحابها وهي في حوزتهم، بحيث يتبيَّن ان رقمًا معينًا، غير معروف صاحبه، كان بقرب رقمٍ آخر معروفٌ صاحبه.

هذه النظرية او الحقيقة التي توصَّل إليها الرائد عيد، والذي ابلغها إلى لجنة التحقيق الدولية التي كانت تتخذ من احد مباني منطقة المونتيفردين مقرًا لها، كلفته حياته ايضًا. الرائد عيد كان عائدًا من احد اجتماعاته مع لجنة التحقيق الدولية ولدى وصوله إلى الجسر المؤدي إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، عند النقطة بين الحازميه وفرن الشباك، استهدفته سيارة مفخخة فاستُشهِد على الفور.

لم يكن هذا الجهد الكبير الذي أشرف عليه اللواء وسام الحسن، هو وحده الذي أدى إلى “اتخاذ القرار بتصفيته”، هناك جريمة اخرى كشفها اللواء وسام الحسن وهي المتفجرات التي أدخلها الوزير السابق ميشال سماحة من سوريا، وقد استطاع اللواء الحسن كشفها من خلال “عميلٍ مزدوج” عمِل مع سماحة وكان مخبرًا لدى فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي. النتيجة الباهرة التي حققها اللواء الحسن في هذا الملف، موثقة بالصوت والصورة، وقد حملها اللواء الحسن إلى رئيس الجمهورية آنذاك، العماد ميشال سليمان وأطلعه عليها.

أدرك اللواء الحسن أن نجاحاته في تعقب الشبكات الإرهابية وتفكيكها، وضعه في دائرة الإستهداف المباشر. فاللواء الحسن هو الذي كشف تعامل القيادي في التيار الوطني الحر العميد فايز كرم مع العدو الاسرائيلي، وعندما كان كرم في الجيش، كان قائدًا لمكافحة التجسس! هذا الملف وغيره من الملفات التي اصابت بشكلٍ أو بآخر التيار الوطني الحر، دفعت رئيس التيار آنذاك العماد ميشال عون إلى شن حرب إعلامية سياسية على اللواء الحسن، إلى درجة ان العماد عون في إحدى إطلالاته الإعلامية هاجم وتوعَّد اللواء الحسن وخاطبه قائلًا : ” مَن هو وسام الحسن؟ مَن هو معلمه في تاريخ لبنان؟(…) يحقِق متل ما بدو ، مش مين ما كان بيدِق بالتوتر العالي وبيضَل طيِّب “.

على رغم كل التهديدات، لم يتراجع اللواء الحسن، استمر مواظبًا على تعقب الشبكات الارهابية وتفكيكها، إلى أن نجح الإرهابيون في تصفيته عبر سيارةٍ مفخخة حوَّلته إلى أشلاء، ولم يتم التعرف عليه إلا من خلال قطعة من مسدسه عثَر عليها المحققون على اسطح إحدى البنايات حيث وقع الانفجار في الأشرفيه.

بعد تسعة اعوام، اين اصبح التحقيق في اغتيال أحد ابرز القادة الامنيين بعد إعادة بناء المؤسسات الامنية والعسكرية؟ هل هناك شيء في ملف التحقيق؟ لماذا هناك ملفات يجري الإصرار على متابعتها لاستكمالها، وملفات توضَع في أَدراج النسيان؟

في ازدواجية المعايير، يبدو أن هناك “ملفات بسمنة” و”ملفات بزيت”!