الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الموفَد الأوروبي "جوزيب بوريل"... ومَن جرَّب المجرَّب

في اول تغريدة له في مستهل زيارته للبنان، كتب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فونتيب:

“باشرت زيارتي للبنان، مرَّرْت رسالةَ تضامن من الاتحاد الاوروبي إلى الشعب اللبناني، ولكن ايضًا شددت على أن تتحمل الطبقة السياسية مسؤولياتها”.

الموفَد الأوروبي الذي يحمل الجنسيتين الإسبانية والأرجنتينية، ياتي من بيئة شعبية في السياسة، فهو ينتمي في اسبانيا إلى الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، ما يعني تعاطفه المبدئي مع الشعوب اكثر مما هو مع الطبقات السياسية، ومن هنا يمكن فهم تغريدته الاولى.

الموفد الاوروبي، ووفق معلومات حصل عليها “صوت بيروت انترناشونال”، كان اقل حدَّة في طرح المواضيع ممن سبقوه من موفدين ولاسيما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، لكنه حافظ على وتيرة المضمون ذاته، تحدَّث عن إمكان ان تتفاوض الحكومة الحالية (حكومة تصريف الأعمال) مع صندوق النقد الدولي من اجل تمويل المشاريع الاساسية في ظل الشح الهائل في الدولار الأميركي، لكن الشرط اللازم والملزم هو المباشرة بتحقيق الإصلاحات، علمًا ان القاصي والداني يُدرِك ان حكومة تصريف الأعمال عجزت عن إجراء الإصلاحات حين كانت حكومة اصيلة وبكامل صلاحياتها، فكيف اليوم وهي حكومة تصريف اعمال لوّح رئيسها أكثر من مرة انه سيعتكف، وبعض وزرائها بين تهرب من المسؤولية وبين الأخطاء السياسية والديبلوماسية كالتي ارتكبها وزير الخارجية المعفى من مهامه شربل وهبة.

لكن على رغم الإلحاح الاوروبي، فإن التعقيدات اللبنانية باتت اكثر استعصاء من ان يفككها موفدٌ لا يملك سوى التحذير، علمًا ان التلويج بالعقوبات الاوروبية لم يخفف من تعنت الطبقة السياسية اللبنانية، خصوصًا إذا اقتصرت العقوبات على عدم إعطاء بعض أعضاء الطبقة السياسية تأشيرات دخول إلى دول الإتحاد الاوروبي.

إن الآلية الاوروبية المتبعة للضغط على لبنان، لم تُعطِ نتيجة منذ زيارتَي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السنة الفائتة، فهل يتم الإنتقال تدريجًا إلى الرهان مجددًا على مجموعات الثورة والمجتمع المدني حيث يتم إعطاؤهم حيزًا كبيرًا من لقاءات الموفدين الأوروبيين والاميركيين؟

يقول خبير سياسي في هذا الصدد: المطلوب من حركة الموفدين الأجانب أن يولوا اهمية اكبر لمجموعات الثورة والحراك المدني وإشعار الطبقة السياسية بانها استنفدت كل طاقتها ولم تعد توصِل إلى أي نتيجة. أما إذا بقيت الأولوية في الرهان على الطبقة السياسية، فإن الآمال بالإصلاح تتبدَّد شيئًا فشيئًا.