الثلاثاء 5 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

انفجار مرفأ بيروت بين المناهج الفرنسية والإهمال اللبناني

لبنانيون يدرسون في فرنسا، في الصفوف الثانوية، ذُهِلوا لدى تصفحهم كتاب التاريخ والجغرافيا في المنهاج المدرسي المعتمد لهذه السنة، في الصفحة 110 منه والصفحات التي تلي، ان الكتاب يُفرِد فصلًا كاملًا عن انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، ويتحدث عن انفجارات نيترات الامونيوم في التاريخ المعاصِر وتحديدًا في القرن الماضي سواء في فرنسا وتحديدًا في تولوز، او في الولايات المتحدة الاميركية وتحديدًا في نيوجرسي وفي تكساس، وفي المانيا ايضًا.

وفي هذا الفصل، مقارنة بين هذه الإنفجارات والأضرار التي تسببت بها، وبين انفجار مرفأ بيروت، وفي الفصل ايضًا صور عن مرفأ بيروت قبل الإنفجار وبعده.

العالَم وضع قضايانا في مناهجه المدرسية، والمنظومة السياسية في لبنان تحاول طمسَ هذه القضايا:

طار المحقق العدلي السابق القاضي فادي صوان.

هناك محاولات مستميتة لتطيير المحقق العدلي الراهن طارق البيطار.

المسؤول الامني في حزب الله، وفيق صفا، يزور قصر العدل، وتتسرَّب معلومات انه هدَّد وتوعَّد فيما لم يحرِّك ايٌّ من المسؤولين في العدلية ساكنًا عن هذه الواقعة المُخزية بحق العدل والعدالة في لبنان.

ماذا يعني هذا الإستخفاف وهذا الإستهتار؟

إنه عيِّنة جديدة من عيِّنات وضع اليد على كل شيء في لبنان: من السلطة التنفيذية إلى السلطة القضائية، فيما السلطة الرسمية لا تُحرِّك ساكنًا!

ومَن يدري؟ فقد ينضم ملف انفجار المرفأ إلى الملفات المنسيَّة او المُهمَلة لأن التحقيق فيها ممنوعٌ ان يصل إلى نتيجة، وحتى لو وصل إلى نتيجة، فمَن يحقق العدالة؟

ها هو التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قد وصل إلى نتيجة، فهل تحققت العدالة والمتهمون متوارون؟ الم يصنِّفهم الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بانهم قديسون؟

حين يكون القضاء في لبنان تحت تحكُّم حزب الله، فايُّ عدالة ستتحقق؟

ربما احسنت صنعًا فرنسا بأن أدرجت قضية انفجار مرفأ بيروت في مناهجها المدرسية، فيما المناهج اللبنانية يقف فيها التاريخ عند الحرب العالمية الثانية اي في منتصف اربعينيات القرن الماضي، اما الثمانون سنة التي تلت، فعلى اللبناني ان يدرسها في مناهج اجنبية وتحديدًا فرنسية!

إنها قمَّة الإستخفاف بالعقل اللبناني؟

ولكن هل على اللبناني ان يقف مكتوف اليدين؟

حبَّذا لو ان وسائل إعلام لبنانية تتولى ترجمة ونشر ما ورد في الكتب المدرسية الفرنسية عن انفجار مرفأ بيروت، فيصبح الملف في متناوَل الجميع، هكذا يكون الرأي العام قد ردَّ على محاولات السلطة وضعَ انفجار العصر في خانة النسيان.