الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

باسيل والإنتخابات النيابية وشمَّاعة إسرائيل

بشيء من السذاجة، ومن دون احترام عقل المواطن وذاكرته، أطلَّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في مهرجانين انتخابيين ليُعلِن أن “مَن يصوِّت للقوات اللبنانية، يكون يصوِّت لأسرائيل ولحلفائها الأقليميين”.

جاء موقف باسيل ردًا على موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، من أن مَن يصوِّت للتيار الوطني الحر كأنه صوت لحزب الله.
باسيل يتماهى في هذا الإتهام مع حليفه حزب الله، الذي لا يترك مناسبة إلا ويتهم فيها خصومه بالعمالة لأسرائيل، مع فارق “بسيط”وهو أن تهمة العمالة لأسرائيل تٌصيب التيار بشظاياها، بدليل المعطيات التالية:

رئيس التيار، وفي إحدى المقابلات مع محطة “الميادين”، لم يتوانَ عن القول: “بالنسبة إلينا، ليست لدينا قضية إيديولوجية مع اسرائيل، ولسنا رافضين لأن تكون اسرائيل موجودة، ومن حقها أن يكون عندها امان”.

حزب الله لا يعترف بوجود اسرائيل فيما حليفه جبران باسيل يقول:
“لسنا رافضين لأن تكون اسرائيل موجودة، ومن حقها أن يكون عندها أمان”. كيف يمكن التوفيق بين هذين الحليفين؟

والعمالة لأسرائيل طاولت قياديًا في التيار الوطني الحر هو العميد المتقاعد في الجيش اللبناني فايز كرم الذي ثبت تعامله مع اسرائيل من عام 1982 حتى عام 2010، وكان يتبوأ مركزًا رفيعًا في الجيش اللبناني هو ” رئيس جهاز مكافحة التجسس”، فحكمته المحكمة العسكرية بالسجن لثلاث سنوات.

العميد كرم كان من شخصيات الحلقة الضيقة مع العماد عون، وعاد معه على الطائرة نفسها من منفاه الباريسي، وترشَّح إلى الانتخابات النيابية في بلدته زغرتا.

حين يكون لدى التيار الوطني الحر هذا السجل من الاتهامات والأحكام والشبهات حيال التعامل مع اسرائيل او حقها في الوجود والأمان، فكيف يجد لنفسه متسعًا من “المنطق” ليتهم الآخرين بالتعامل مع اسرائيل؟

إنها الانتخابات النيابية التي تبيح المحظورات في الاتهامات، لكن حين تصدر عن اشخاص هم موضع اتهام، فإنها تنقلب عليهم، تمامًا كما هي حال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال