الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بي الكلّ.. ثقافة الـ"اسكتوا"

بين ٢٠٠٥ و ٢٠٢٢ ، ١٧ سنة من المآسي، و كأنه قُدر على الشعب اللبناني ان يعيشوا نكبات تاريخ “جنرال العار” وما استتبعه-ولا يزال- على البلاد و العباد من ويلات، كل هذا في سبيل هذه “الأنا” وهذا الهوس و جنون العظمى إلى أن يكون رئيساً على “كرسي” أفرغه من أي مضمون، لا و بل حلّق بنا عبره الى العهد “الجهنمي”.

نعم هذا هو “بي الكل”، هو “العماد” عون كما يسموه، عماداً للازدواجية و راديكالية الفساد، هو من اتى بحلمه الرئاسي وفق تسوية اتت تبعياتها على روح بلد يتنفس كجثة هامدة، على فراش الموت، تنتظر معجزة إلاهية فحلول الارض قد انتهت مع سبق الاصرار.

“إذا بدكن احكي اسكتوا”

بهذه العبارة افتتح “بي الكل” حديثه في القاعة العامة للصحافيين في وزارة الخارجية و المغتربين، طالباً من الحضور التزام الصمت ليتكلم، كأن عهده الاسود ينقصه المزيد من “القمع” و “السكوت”، باقياً لبنان في حال يرثى لها، نعم انهار البلد انهيارا كلّيا، انهارت كلّ المقومات التي قام عليها منذ ما قبل الاستقلال في العام 1943.

و اليوم بين “الي مش عاجبوا يهاجر” و “اسكتوا بدي احكي” و “ما بتوصل لزناري” تقبع اقوال ميشال عون التي سيخلدها التاريخ اللبناني، هذا بيد ان همُّه الوحيد كان إرضاء طموحاته وهوسه بالسلطة أياً كانت الأثمان التي ندفعها كلبنانيين من حياتنا وأرزاقنا ومستقبل أبنائنا.

“أكبر خطأ كان وصول عون إلى رئاسة الجمهورية”.

حتماً، لا أحد يستطيع أن ينفي أن عون المتحالف مع “حزب الله” قدم تغطيات كبيرة لسياسات الحزب وممارساته وتدخلاته الإقليمية في كل مكان؛
لم يشهد لبنان عبر تاريخه وعلى مدى مئة عام اسوء من عهد ميشال عون و اعوانه التي تم توزيرها وادخالها الى مجلس النواب لشرعنة وجوده السياسية بغطاء حزب الله الذي لعب دورا اساسيا بتدمير البلد، فازمة البلاد تتمحور حول سلاح يتمتع بسلطة مشرعنة في مجلس النواب، ويعمل داخل الدولة وخارجها بدون أن يكون مسؤولًا أمامها ،سلاح افلس اللبنانيين وها هو اليوم يزج الدولة بصراعات اقليمي.

من طلب من الشعب السكوت طوال هذه السنوات و من اعتبر نفسه “بي الكل” حوّل لبنان إلى مزرعة ايرانية بشراكته مع حزب الله، و انزلق البلد إلى الانهيار وسادت المآسي التي نشهدها اليوم وسط عزلة مريبة للبنان عن محيطه العربي كما تُرك لمصيره بسبب سياسات ضربت كل التقاليد و الاعراف التاريخية وأخذت البلد نحو سياسة المحاور بما يصب بمصلحة الاجندات الايرانية.

بين ‏٧ ايار ٢٠٠٥ و ٨ ايار ٢٠٢٢، ساد الصمت سيّداً للموقف و ملخّص مسيرة ميشال عون. و لكن عفواً هذه المرة سنسكتكم جميعاً والعالم سيسمع صدح صوت صناديق الاقتراع .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال