الأثنين 5 ذو القعدة 1445 ﻫ - 13 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تغييب العَلَم اللبناني.. و"ديبلوماسية الخنوع"

جاء في المادة الخامسة من الدستور:” العلم اللبناني أحمر فابيض فأحمر أقسامًا أفقية تتوسط الارزة القسم الأبيض بلونٍ أخضر، اما حجم القسم الابيض فيساوي حجم القسمين الأحمرين معًا. واما الأرزة فهي في الوسط يلامس راسها القسم الاحمر العلوي وتلامس قاعدتها القسم الأحمر السفلي ويكون حجم الأرزة موازيًا لثلث حجم القسم الأبيض. ”

للعَلَم اللبناني عيد وهو في 21 تشرين الثاني أي قبل عيد الاستقلال بيوم، يحتفل به اللبنانيون ويرفعه الطلاب في المدارس والجامعات.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حين كان رئيسًا للحكومة العسكرية بين عامي 1988 و1990، وفي اكثر من مؤتمر صحافي له، وحين كان يتطرق الى العلَم اللبناني في مواجهة أَعلام الأحزب والميليشيات، كان يردد:”العلم اللبناني اولًا واكبر، والأعلام الأخرى في الخلف وأصغر”.

السبت 5 أيلول ،في زيارة الوفد اللبناني إلى سوريا، تمَّ تجاهل العلَم اللبناني، فأُهين الدستور امام أعين وفدٍ لبناني ضمَّ نائبة رئيس الحكومة ووزيريْن. فلم يُرفَع العلم اللبناني إلى جانب العلم السوري في صدر القاعة التي ضمَّت الوفدين اللبناني والسوري.

ليس في الأمر صدفة، في سوريا كل خطوة محسوبة حتى ولو كانت وضع علمٍ لبلد يعتبرونه ” شقيقًا”.

سوريا تفعل ما تشاء على ارضها، لكن ماذا عن الجانب اللبناني؟ الم يكن يجدر به ان يطلب رفع العلَم اللبناني إلى جانب العلم السوري؟ او انه اعتبر أن المسألة هامشية وثانوية؟ هل خشي من انهيار المحادثات علمًا انه يعرف ان قرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية اكبر من لبنان وسوريا معًا، ولا قدرة لأي من البلدين، ولاسيما سوريا، على الإعتراض عليه؟

كم كانت تحمل من الكرامة والعنفوان لو ان أحدًا من الوفد اللبناني اعترض على عدم وجود العلم اللبناني!

لكن يبدو ان الخشية من انهيار المحادثات دفعتهم إلى عدم إثارة الموضوع.

وحتى لو انهارت المحادثات، فإن مشكلة سوريا ستكون مع مصر والأردن اكثر مما هي مع لبنان،

فهل هي الخشية من تعليق استجرار الكهرباء من الأردن ومن استجرار الغاز من مصر؟ سوريا بهذا الأداء، لو حصل، تكون تقطع الطريق على الأردن ومصر وليس على لبنان فقط ، يعني ان السلطة اللبنانية لديها ورقتا مصر والاردن في يدها، فلماذا الخشية؟

ربما لم يصدِّق لبنان الرسمي أن لبنان وسوريا دولتان مستقلتان وان هناك تبادلًا ديبلوماسيًا بينهما. صحيح ان هناك عدم احترام سوري للبنان لكن الصحيح ايضًا ان هناك خنوعًا لبنانيًا رسميًا.

وجاء في المادة 384 من قانون العقوبات: ” تحقير العلم يتمثّل في سلوك يصدر عن المدعى عليه يقوم بموجبه بتوجيه عبارة، إشارة، حركة أو رسم ما من شأنه أن ينال من المبادئ والمعاني المذكورة أعلاه، مثل الدوس عليه، إحراقه، أو تمزيقه أو حتى كتابة عبارات مسيئة عليه.” فكيف بتجاهله؟