السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ثلاثة أشهر فاصلة... "ماكرون رئيسا للبنان"

لم يأت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، في زيارته الثانية، أقلّ حزما من الاولى في وضع النقاط على الحروف بالنسبة للقادة السياسيين اللبنانيين. لا ثقة بكم. “سأعود بعد ثلاثة أشهر وسأتابع البرنامج الاصلاحي شخصيا”، قالها ماكرون بصريح العبارة في نهاية الزيارة. فالرئيس الفرنسي الذي نجح بشراء الوقت، للمسؤولين السياسيين، منجيّا ايّاهم الى حين، من مقصلة العقوبات، لن يتركهم هذه المرّة يتمادون بقلّة المسؤولية والنكاية السياسية.

“الحكومة في خلال 15 يوما”، قالها أيضا، وهو يعنيها، بحسب ما تشير مصادر مطلعة لـ”صوت بيروت انترناشونال”، فماكرون يريد انجاح مسعاه قبل التطورات الاقليمية المرتقبة والمرتبطة بالانتخابات الرئاسة الاميركية. وتلفت المصادر الى أن ماكرون أجرى بالأمس جولة سريعة مع القوى السياسية، اتبعت باتصالات لفريق عمله مع هذه القوى، بهدف تسريع عملية تشكيل حكومة مصغّرة.

وتضيف المصادر أن المطلوب من الحكومة، بالنسبة للفرنسيين، تحقيق انجازات ملموسة، في قطاعات أبرزها الكهرباء والاتصالات، بالاضافة الى مواكبة الأزمة المالية والنقدية بالاصلاحات والتشريعات اللازمة، وعلى رأسها الكابيتال كونترول.

وفي هذا الاطار، تلفت المصادر الى أن نجاح الحكومة بتحقيق الاصلاحات، في مهلة 3 أشهر، تحدّي حقيقي، ليس للقوى السياسية هذه المرّة ترف المماطلة في تحقيقه، لاسيّما وأن سيف العقوبات يقترب من رقبتها، وأن الفرنسيين يمارسون مبدأ الجزرة والعصا في التعاطي مع الطبقة السياسية.

أمّا القضايا الخلافية الأخرى، ومسألة الصيغة اللبنانية والميثاق الجديد والعقد الجديد، وارتباط كلّ ما سبق بموضوع الاستراتيجية الدفاع وسلاح حزب الله، فتقول المصادر أنها مؤجّلة الى مرحلة لاحقة، قد تكون مرحلة ما بعد الانتخابات الاميركية. وتلفت المصادر في هذا الاطار الى ارتباط السلاح بالتسوية الاقليمية التي ستعقد وفقا لنتائج الانتخابات الاميركية، مشيرة الى أنه من السخافة اعتبار أن السلاح مسألة محليّة محضة، او يمكن حلّها على المستوى اللبناني.

اذا، الاشهر الثلاثة المقبلة ستكون حدّا فاصلا بالنسبة للوضع اللبناني. امّا أن يدخل البلد على سكّة الاصلاح المنتظرة فعليا، أو أن تخسر القوى السياسية كلّ امتيازاتها الخارجية. الأكيد أن هذه الطبقة أثبتت أنها غير أهل لحكم أو ادارة البلاد، وتحتاج الى من يقودها بيدها عند كلّ مفترق ويملي عليها أقلّ الواجب… طبقة لا تتمتّع بشيء من الاستقلالية حتّى ذهبت بعض القنوات العالمية، لعنونة فقراتها التي تغطّي فيها زيارة ماكرون الى لبنان بعنوان “ماكرون رئيسا للبنان”.