الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة".. في أوكرانيا

بدأت أوكرانيا تعطي دروساً للعالم في المقاومة:

أفقدت الجيش الروسي، عنصر المفاجأة، وامتصت الصدمة الأولى، وغنيٌّ عن التعريف أن الجيش الروسي هو ثاني أقوى جيش في العالم، بعد جيش الولايات المتحدة الاميركية.

حازت على تعاطف العالم من خلال تنديد معظم الدول بالغزو الروسي لأراضيها، والتعاطف لم يأتِ من الأنظمة بل من الشعوب.

جعلت الأنظمة تلحق الرأي العام، وليس العكس، فجاءت قرارات الدول تحت ضغوط الرأي العام.

أثبتت أنها دولة متماسكة: لا انشقاقات في الجيش، لا حركات تمرُّد، لا فرار، بل تكامل في المواجهة بين الجيش والشعب، ما شكَّل مقاومةً حقيقية لأعتى جيش في العالم من حيث البطش والخروج على كل المبادئ العسكرية لجهة تحييد المدنيين والمراكز الصحية.

إن مشهد التطوع في الجيش الأوكراني أعطى امثولةً للعالم أن الجيش هو الأساس وأن “الشعب المقاوِم” يلتحق بالجيش ويتطوع فيه، لا ان يكون حالة استثنائية موازية للجيش.

ومن أبرز الدروس المستقاة أن الأوكرانيين، رئيساً ومسؤولين وشعباً، عرفوا كيف يتعاملون مع الإعلام بشكلٍ صوَّروا فيه الأوضاع على حقيقتها من دون مبالغة أو تحوير أو تحريف.

ومن الدروس أيضاً أنه ليس صحيحاً أن دولة عظمى تستطيع سحق دولة صغيرة وفقيرة، مع ان روسيا مهّدت للحرب بدعم انفصال منطقتين من أوكرانيا، وباستخدام اراضي دولة بيلا روسيا لحصار أوكرانيا.

ومن الدروس المستقاة أن صمود الشعب يغيِّر معادلات. قد تكون الحرب على أوكرانيا بدأت بموجب ” تفاهمات” او “صفقات” دولية، لكن صمود الشعب الاوكراني، ووقوفه وراء قيادته السياسية وجيشه، جعل المهمة صعبة على الجيش الروسي، ودفع الامم المتحدة إلى التحرك ولو بعد اسبوع.

إن مشهد نزع لوحات أسماء الشوارع وأرقامها بهدف تضليل الجيش الروسي، يجعل من الشعب الأوكراني محط إعجاب العالم، لأنه يقوم بدورٍ تكاملي مع الجيش من حيث إعاقة الجيش الروسي عن التقدم او تضليله.

ولعل أبرز الدروس المستقاة أن العالم بعد 24 شباط 2022، تاريخ اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا، هو غيره قبل 24 شباط 2022، فالحروب بناءً على أوهام لم تعد جائزة بل أصبحت جائرة.