الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ثورة الفقيه.. و سقوط بيروت

لا حاجة الى تفسيرات وتأويلات لما يجري بحثا عن أسباب الانهيار الذي حصل في بلد يحكمه “حزب الله”، فلبنان، بالنسبة الى الاخير ليس سوى ورقة إيرانية، و لم يبقَ امام الشعب اي خيار الا ان يسأل الله لعلّه وعساه ان ينهي هذا الكيان سريعا كي يبقى هناك ما يمكن إنقاذه، فانتهت حلول الارض و الامر متروك للسماء.

المشكلة في ⁧‫لبنان‬⁩ لا تكمن بالانهيار المالي و الاقتصادي و لا حتى اغلاق المصارف بل الفجوة تتسع نتاج الاحتلال الايراني المسلح والخنوع والتواطؤ الحزبي الانتهازي مع هذا الاحتلال، فالاخير مشروع “جاهز” لفرضه على العرب والهيمنة عليهم، والصراع مع إيران لا يتم بالسلاح وحده بل بالتزامن مع معركة وعي ومعرفة وعلم على كافة الأصعدة.

تحت جناح حكومات وفاقية ورؤساء توافقيين -توافقت عليهم المنظومة الفاسدة- تمدد حزب الله ببطء مقوضاً مؤسسات الدولة كما ناشراً الاحتلال الايراني بعزم مستفيداً من تشريع سلاح المقاومة، بعيدا عن اللفّ والدوران، ليس هناك ما يدعو الى التفاؤل لبنانيا.

التصعيد الإيراني كان و مازال على كلّ الجبهات العربية، خصوصا في اليمن والعراق وسوريا و لا اي يوجد سبب كي يكون لبنان استثناء، خصوصا ان “بي الكل” و صهره كانا و لا يزالا على استعداد تام لتوفير الغطاء المسيحي الذي يطلبه الحزب و مرشده، و”سقوط بيروت” كانت الورقة الرابحة الذي استعملتها هذه الميليشيا لاكمال مشروعها العقائدي-التوسعي.

في الرحلة الطويلة من اجل استعادة لبنان، هذا اذا كان في الإمكان استعادته، لا بدّ من نقطة انطلاق. نقطة الانطلاق هي استعادة شرعية الدولة و سيادتها و حل الدويلة القائمة على جسد الدولة المهترئ، فمن سابع المستحيلات مواجهة هذه الدويلة بلعبة مجالس النواب والحكومات، و المطلوب اليوم “حركة مقاومة” شاملة لهذا الاحتلال تبدأ بمقاطعة شاملة لحزب الله وصولا لكافة الخيارات الأخرى ، دون ذلك سنعيش تحت احتلال ايراني طويل المدى.

مؤدى ما ذكر تجلى بمكافحة اللبنانيون من أجل البقاء على قيد الحياة بدون ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا حياء تحت الاحتلال الايراني التام بقبضة حزب الله و النموذج التي تسعى اليه ⁧‫إيران‬⁩ ووكلاؤها لتسويقه في مسارح نفوذها في الدول العربية.

وتكفي نظرة سريعة الى ما آل اليه لبنان، و للاسف كلّ ما يمكن قوله انّ “حزب الله” انتصر على لبنان واللبنانيين بعدما افقرهم وحوّل بيروت الى ما يشبه ضاحية فقيرة من ضواحي طهران، و يبقى الحل الوحيد الذي لا يوجد غيره و لا بديل عنه ‏و هو دعم مقاومة شعبية لبنانية سيادية لطرد الاحتلال الإيراني و وقف هيمنة و إرهاب ⁧‫حزب الله‬⁩ في ⁧‫لبنان‬⁩ و الدول العربية و الاّ على الدنيا السلام.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال