الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حتى إسرائيل لم يقُل لها نصرالله: "أنتِ إرهابية" 10 مرات في خطاب واحد

عشرُ مرَّات في مقطع واحد من الخطاب، استخدم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عبارة “الإرهابي هو أنتم”، في معرض مخاطبته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وقوله: “يا حضرة الملِك”.

لم يحدث في تاريخ الخطابات السياسية في لبنان، وحتى خطابات قادة حزب الله، أن استُخدِم مصطلح “الإرهابي” عشر مرات. حتى في معرض مهاجمة اسرائيل في الخطابات، لم تُنعَت بالإرهاب عشر مرات في خطاب واحد وفي مقطع واحد. فماذا يعني ذلك؟

يعني أولًا أن نصرالله لا يقيم وزنًا للدولة اللبنانية، ويعرف سلفًا أن الرؤساء والمسؤولين لا يستطيعون أن يوجِّهوا ملامةً له، وكل ما يستطيعون فعله هو تصريحات مقتضبة خجولة ليست هي المطلوب بل إن المطلوب إجراءات حاسمة وحازمة . وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي

استعمل كلمتَيْ ” الحرب العبثية ” في معرض توصيفه لحرب اليمن ، فما كان المقبول بأقل من استقالته.

نصرالله ذهب لأبعد من ذلك بكثير، استخدم عبارة “الإرهابي هو أنتم” عشر مرات، فماذا كانت ردات الفعل؟ بيان مقتضب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم بيان من رئيس الجمهورية ألمح فيه إلى ان ” الحرص على العلاقات ” يجب ان يكون متبادلًا، وكأنه يضع ملامةً على المملكة! حتى أن حزب الله هاجم الرئيس ميقاتي على موقفه، ووصفه بالمتملِّق. يعني أنه من وجهة نظر حزب الله، كان يُفترَض ان يكون هناك ثناءٌ على خطابه نصرالله!

لم يعُد هناك أي شك أن حزب الله يحكم البلد، وأن السلطة القائمة هي أداة في يده، وهذه حقيقة واقعية وليست ذمًا بأحد، لأن المسؤولين ارتضوا أن يكونوا أداة. ألم يصرِّح الرئيس ميقاتي في شباط الفائت أن ” السلطة في يد حزب الله” ؟ أما الرئيس عون فدائمًا يتذرَّع بان لا صلاحيات لديه، علمًا أن توقيعه ولسانه يعوِّضان الكثير، فحين يلوِّح بأنه لا يوقِّع، يتعطَّل اي شيء يحتاج إلى توقيع، كمرسوم التشكيلات القضائية النائم في أدراج مكتبه منذ سنتين. وعند اندلاع أحداث الطيونة، رفع الهاتف واتصل بالرئيس بري والدكتور جعجع، ولم يكتفِ ببيان، فلماذا بعد خطاب نصرالله لم يرفع الهاتف ويتصل به أو بأحد معاونيه اللصيقين؟ ربما السبب لأنه كان راضيًا عن الخطاب ولاسيما في مقطعه الأول حيث تحدث نصرالله عن تمسك الحزب بتفاهم مارمخايل ” وحاضرين لتطويره”. هذا الكلام يثلِج صدر الرئيس عون ويحيِّده عن انتقاد موقف نصرالله.

الخطاب يُثبِت بما لا يقبل الشك ان لبنان رهينة في يد حزب الله، ومَن يعتقد غير ذلك، هو واهم.