الأثنين 26 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حرب المئة يوم".. ميقاتي يخسر بالنقاط

المئة يوم الأولى من عمر أي عهد او اي حكومة، هي فترة سماح تُعطى للعهد أو للحكومة قبل بدء المساءلة والمحاسبة.
لا ينطبق هذا الوضع على الحكومة الميقاتية الثالثة، ففترة السماح انتهت منذ لحظة “خبطة يد” وزير الثقافة على طاولة مجلس الوزراء مطالِبًا ب”قبع” المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار. منذ تلك اللحظة، طارت فترة السماح وجرى تقليصها إلى شهر، ولم يعد هناك من “مسامحين”.

الألغام التي انفجرت في وجهِ حكومة الرئيس ميقاتي، سببها ان هذه الحكومة سارت من دون خارطة طريق او من دون”خارطة أماكن زرع الألغام”، فكانت كمَن يسير معصوب العينين متكِّلًا على تسهيلٍ من حزب الله وعلى ضوء أخضر من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي كان يجد في حكومة الميقاتي الفرصة الاخيرة في تمرير اكثر من ستين تعيينًا في مواقع ووظائف الفئة الأولى.

لكن رياح الحلفاء لم تجرِ بما تشتهي سفن حكومة الميقاتي.

مصلحة حزب الله وحركة امل “فوق كل اعتبار” ميقاتيّ.

الحزب يعمل على صمود جماعته لئلا يتنازل لميقاتي ولمَن يعتبر أنهم وراءه، أي دول الغرب. ومن عوامل “صموده”:

بطاقة “ساجد” التموينية، والمازوت الإيراني، ودفع رواتب كوادره بالدولار الاميركي.

هكذا، في لعبة “عض الاصابع” يتفوَّق جزب الله على الرئيس ميقاتي: يمنعه من الإستقالة، يمنعه من عقد جلسات لمجلس الوزراء، حتى ولو بلغ الدولار الأميركي الثلاثين الف ليرة، وحتى لو صار ثلاثة ارباع اللبنانيين تحت خط الفقر.

الأجدر بالرئيس ميقاتي أن يقلب الطاولة على رؤوس الجميع، بعد كل المحاولات التي قام بها والتي ثبُت أن حزب الله قادر على تعطيلها الواحدة تلو الأخرى:

زار باريس والتقى الرئيس ايمانويل ماكرون.

زار مصر والتقى الرئيس السيسي والامين العام للجامعة العربية.

زار الاردن والتقى الملك عبدالله الثاني.

زار الفاتيكان والتقى البابا فرنسيس الثاني.

اجرى اكثر من اتصال عربي ودولي.

لكن كل ذلك، لم يُخفِّض إصبعًا رُفِع مَنْعًا للدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء. وبناء عليه، لا مئة يوم سماح تنفع، ولا الف يوم.
الخطأ الجسيم الذي ارتكبه الرئيس نجيب ميقاتي توهُّمَه أن حزب الله سيُسهِّل له مهمته مجانًا، كأن رئيس الحكومة لا يعرف حزب الله، وهو الذي تعاون معه في حكومتَيْه السابقتين، وربما كان عليه ان يُدرِك ان الحزب لا شيء مجانيًا عنده، فهل يدفع ميقاتي الثمن؟ أم يُدَفِّعه للشعب اللبنانين كما هو حاصلٌ اليوم؟ والتدفيع يكون مزيدًا من تدهور الأوضاع على كل المستويات؟