الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزبُ الله والمعادلة المستحيلة بين "فائض القوة" وادعاء "المظلومية"

لا يمكن في كل مرة تطبيق مثل “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”.

حزب الله يعتمد هذه السياسة، المكشوفة والمفضوحة فيحاول دائمًا لعب دور”الضحية المظلومة” وان الجميع يظلمونه، فيما إذا دققنا قليلًا فإن ما نصل إليه هو عكس ذلك على الإطلاق:

حادثة الطيونة، الخميس، وقعت في شارعٍ داخلي في منطقة بدارو. إذا كان المعتصمون يريدون التوجه إلى امام قصر العدل، فإن ” خط سيرهم ” لا يمر في الشارع من مستديرة الطيونة إلى قصر العدل. لماذا تعمَّدوا الدخول في طريق فرعية؟ حتى ال google maps لا يُرشدهم إلى تلك الطريق الفرعية!

هذا التعمُّد ليس هدفه سوى “افتعال مشكل” وقد تمَّ ذلك.

في آب الماضي، وفي ذكرى تفجير المرفأ، نظَّم اهالي الضحايا مسيرة إلى وسط بيروت، دخلت مجموعة من الحزب السوري القومي الإجتماعي إلى طريق فرعية في الجميزة واشتبكت مع احد المراكز الحزبية في الداخل، وتبيَّن من التحقيقات أن هذه المجموعة تأتمر باوامر حزب الله! لماذا دخلت في طريق فرعية لا توصِل إلى مكان الإحتفال؟ الجواب عند من ارسل المجموعة، عند حزب الله!

هذه السياسة التي ينتهجها حزب الله ليست وليدة ساعتها، بل هي من ضمن أسلوبه منذ زمن : ففي 13 ايلول 1993 اي منذ 28 عامًا ، حصل شيء مشابه: خرجت تظاهرة من الضاحية الجنوبية للتنديد باتفاق أوسلو. وبوصول المتظاهرين إلى جسر المطار، جرى استفزاز للجيش اللبناني وجرى إطلاق نار فسقط من حزب الله ثمانية قتلى.

أعاد حزب الله الكرَّة ، فبعد سنوات على حادثة جسر المطار، وقعت حادثة مشابِهة ، انطلقت تظاهرة من حيّ السلم، احتجاجًا على عدم خفض أسعار المحروقات. جرى تدافع مع الجيش ثم إطلاق نار فسقط خمسة قتلى من المحتجين.

“نهج المظلومية” يعتقد حزب الله أنه يحقق له مكاسب، لكن متى كان حزب الله يعتمد السبل القانونية في التظاهرات والمسيرات والاعتصامات؟

في القانون، فإن تنظيم اي تظاهرة أو مسيرة يحتاج إلى إذن من وزارة الداخلية يحدِّد وجهة التظاهرة من اين تبدأ، وإلى أين ستصل، وما هي الطريق التي ستسلكها، وبعد أخذ الإذن يتم تأمين المواكبة الامنية الرسمية لها.

السؤال هنا: هل طلب حزب الله يومًا إذنًا من وزارة الداخلية في أي تظاهرة أو مسيرة نظَّمها؟ لا تُظهِر سجلَّات وزارة الداخلية أي طلب إذنٍ تقدم به حزب الله.

إذًا، يخالف حزب الله القوانين ويقفز فوقها، وحين يُصاب “بمكروه” يلجأ إلى الدولة ويطالبها بتطبيق القانون! هل هو انفصامٌ أم ماذا؟
حزبُ الله مطالَب بالإقلاع من المزاوجة بين ” فائض القوة” وادعاء المظلومية”.